للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي عَون -لَعَنه الله-، وكان هذا اللعينُ من جُملةِ طائفةٍ قد اتبعوه وصَدَّقوه فيما يزعمُه من الكُفر -لعنهم الله-".

وقد بَسط ابنُ الأثير في "كامله" (١) مذهبَ هؤلاء الكفرة بسْطًا جيِّدًا، وشَبَّه مذهبَهم بمذهب النُّصيرية -لعنهم الله أجمعين-" (٢) (٣).

° قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل عنه: "كان يعتقد أنه إلهُ الآلهة، وأنَّ اللَّهَ سبحانه يَحُلُّ في كلِّ شيءٍ على قَدْرِ ما يَحتمل، وأنه قد حَلَّ في آدم، وفي إبليس، وأن اللَّهَ تعالى إذا حلَّ في جسدٍ أظهر من القُدرة والمعجزة ما يدلُّ على أنه هو الله، له كتابٌ اسمه "الحاسَّة السادسة"، صَرَّح فيه برفضِ الشريعة، وإباحةِ اللواط، وزَعَم أنه إيلاجُ نور الفاضل في المفضول، ولذا أباح أتباعُه نساءَهم له، طمعًا في إيلاجِ نورِه فيهنَّ، وكان يُسَمِّي محمدًا وموسى "بالخائنيْنِ"، زْعمًا منه أن هارونَ أَرسَل موسى، وأن عَليًّا أَرسل محمدًا فخاناهما" (٤).

° يقول الحافظُ ابن كثير في "البداية والنهاية" (١٥/ ٢٠٨) أحداث سنة أربعين وثلاثِمِئة: "وفيها رُفع إلى الوزير أبي محمد المُهَلَّبي رجلٌ من أتباع أبي جعفر محمدِ بنِ عليِّ بنِ أبي العَزاقِر الذي كان قُتِل على الزندقة


(١) "الكامل" (٨/ ٩٠، ٩٤).
(٢) "البداية والنهاية" (١٥/ ٨٢).
(٣) وفي أحداث هذه السنة (٣٢٢ هـ) قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (١٥/ ٨٢): "وادَّعى رجلٌ ببلاد الشاس النبوَّة، وأظهر مخاريق وأشياء كثيرة من الحِيَل فجاءته الجيوش، فقاتلوه، فقتلوه واضْمَحَلَّ أمره".
(٤) هامش (٥) (ص ٢٩ - ٣٠) من "تنبيه الغبي"، وانظر "الشذرات" (٢/ ٢٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>