عنوانه، وتتكلَّمُ باسم علماء الإِسلام .. ولو قرأنا هذا في مجلة "روز اليوسف" لقلنا: "الشيء من مَعدِنِه لا يُستغرب"، ولكنِ الذي يَحُزُّ في النفسِ أن يُنشَرَ مثلُ هذا الضلالِ في مجلة "الأزهر"، وأن يكونَ الكاتبُ والناشرُ مديرَها ورئيسَ تحريرها، وأن يُستدعى الزياتُ من خارج الأزهر بعد أن تجاوَزَ سِنَّ المُحالين على المعاش من أبنائه لِيقبضَ على مِثل هذا المقالِ الهَّدام مئةَ جنيه من نفسِ خِزانةِ الأزهر .. وأشدُّ مِن هذا وأنكى أن يُباعَ مثلُ هذا الهُراءِ للناس على أنه دينٌ خالص، وعِلمٌ مصفًّى .. رَحِم اللهُ الشاعرَ الذي يقول:
ولو كان همًّا واحدًا لاحتملتُه … ولكنَّه همٌّ وثانٍ وثالثُ
* مناقشةُ الزيات في مقاله:
° يقول الزيات:"إنَّ الوِحدةَ المحمدية كانت كُلِّيَّةَ عامةً؛ لأنها قامت على العقيدة .. ولكنَّ العقيدةَ مهما تَدُمْ قد تَضعُفُ أو تُحوَّل".
ماذا يَقصدُ الزياتُ بهذا؟ أيقصِدُ أن يَصرِفَ الناسَ عن رِسالةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وأن يُوجِّهَ أنظارَهم إلى جهةٍ أخرى يُقيمون عليها وِحدتَهم، ويَجِدون لديها من وسائلِ الهناءةِ والسعادةِ ما لا يَجدونه لدى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟! وهل يؤمنُ معي بقوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رَحْمةً لِّلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: ١٠٧]، وقولهِ تعالى:{لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[آل عمران: ١٦٤]، وقوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ