لقد أنقَذَتِ الرسالةُ المحمديةُ العَرَبَ من الضلالة، وعَلَّمَتْهم بعدَ جَهَالة، وأزالت عن قلوبهم العَمَايةَ والغِواية، وأبعَدَتْ عنهم خُرافاتِ الجاهلية، وأباطيلَ الوثنية، وحَرَّرَتْهم من العُبودية، وألَّفت بين قلوبِهم كما يقول تعالى:{لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}[الأنفال: ٦٣].
* يا أستاذ زيات:
إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أُوحِي إليه، وما جاء به هو مِن قِبَل الله .. ولقد كان يقولُ كما عَلَّمه المولى:{إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ}[الأحقاف: ٩]، أفَتَرَى أن ما جاء به البَشرُ أحكَمُ مما جاء به ربُّ البشر؟! صَدَق اللهُ العظيم إذ يقول:{قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ الله وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[البقرة: ١٤٠].
* يا أستاذ زيات:
إن الوحدةَ المحمديةَ التي تَزعمُ أنها قامت على أساسٍ قد يَضعُفُ ثم ينهار، هي الوحدةُ التي أشاد اللهُ بها، ونَوَّه بذِكْرِها في هذه الآية الكريمة. {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[آل عمران: ١٠٣].