إنَّ هذه الوحدةَ المحمديةَ قامت على أساسٍ من تعاليم الإِسلام .. والإِسلامُ ليس عقيدةً فحسب -كما حَسِبتَ-، بل هو عقيدةٌ وشريعة .. ونظامٌ كامل .. ومنهاجٌ وافٍ للناس في كلِّ نواحي الحياة .. عقيدةٌ تُوثِّقُ العلاقةَ بين العبدِ والربِّ .. وشريعةٌ تُوثِّقُ العلاقةَ بين الناسِ بعضِهم مع بعض .. عقيدةٌ تملأُ القلبَ أمنًا وإيمانًا .. وشريعةٌ تملأُ الكَوْن سلامًا وإسلامًا، ومَحبَّةً ووِئامًا .. لقد تَذوَّقَ العربُ طَعْمَ الوِحدة، وأحسُّوا بحلاوتها، وشَعُروا بلذَّتها بعد أن بايعوا النبيَّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، واتَّبعوا النورَ الذي أُنزل معه، فآمنوأ بأن ربَّهم واحد، ورسولَهم واحد، وكتابَهم واحد، ودينَهم واحد، وقِبلَتَهم واحدة .. فاجتمعوا على وِحدةِ العقيدة، ووحدةِ العبادة" (١).
* ثم كتب بعد كلامٍ طويلٍ رائع:
الزيات ينافقُ طُول حياته:
° "طبيعةُ النفاق يبدو أنها متأصِّلةٌ في الأستاذ الزيات .. نَمَا عليها وشَبَّ، وشاخ فيها .. ونَضَعُ أمامَ القُرَّاءِ عَيِّنةً مما كَتَب، وهو الأديب الذي يقول:"الأدبُ رسالةٌ، يُوجِّه ولا يُوجَّه".
في أُخرَيَاتِ أيامِ "فاروق"، وبالضبط في ٢٥ مايو سنة ١٩٥٢ كتب الأديب الكبير في مجلة "الأزهر" مجلد ٢٣ جزء ٩ ما نصه: "بسم الله جلَّ اسمه، وعزَّ حُكمُه .. مُنزلِ كتابِه هُدًى، ومُرسِلِ رسوله رحمةً، وبهَدْيِ صاحبِ الرسالةِ محمدٍ صلواتُ الله عليه .. لسانِ الوحي، ومِنهاجِ الشرع،
(١) كتاب "صيحة الحق" للشيخ محمود عبد الوهاب فايد (ص ٥٧ - ٥٩).