للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعجزةِ البلاغ .. وبعطفِ صاحبِ الجلالةِ الفاروق .. ناصرِ الإِسلام، ومؤيِّدِ العروبة، وحامي الأزهر، أعزَّ اللهُ نَصْرَه، وجَمَّل بالعلوم والآداب عَصْرَه".

هذا نصُّ ما افتَتَح به الأديبُ الزياتُ مجلة "الأزهر" قَبْلَ طَرْدِ "فاروق" بشهرين .. وننشرُ إلى جانبِ ذلك ما افتَتَح به مجلة "الأزهر" في يولية سنة ١٩٦٠ مجلد ٣٢ جزء ٢: "كان مَلِكًا على مصر قبلَ يوم ٢٣ يوليو، وكان آيةً من آياتِ إبليسَ في الجُرأةِ على دينِ الله، وعلى حُرُمِ الناس .. بَلَغَ مِن جُرْأتِه على اللهِ أنه كان -كما حَدثَّني أحدُ بِطانتهِ المُقَرَّبين إليه- إذا اضطرَّتْه رسومُ المُلْكِ أنْ يَشْهُدَ صلاةَ الجمعة، خَرَج إليها من المَضْجَعِ الحرامِ، فصَلاَّها مِن غيرِ غُسْلٍ ولا وُضوء، وأدَّاها من غيرِ فاتحةٍ ولا تَشَهُّد، وكان يقول: "إنَّ أخوفَ ما أخافُه أنْ يَغْلِبَنِي الضَّحِكُ وأنا أتابعُ الإمامَ في هذه الحركاتِ العجيبة" .. وبَلَغ مِن جُرأته على المُحرَّمات أنه كان يَغتصِبُ الزوجةَ ويَقتُلُ الزوج، ويَسرقُ الدولة، ويُسفِّهُ الحق، ويأخذُ الرِّشا .. ثم أمْلَى له الغرورُ، فتبجَّحَ وتَوَقَّح وطَغى (!!!) ".

هكذا تَجرَّأ الزيَّاتُ على فاروق بعد طردِه .. وقد كان يُدبِّجُ له المدائحَ في عهده .. وهكذا يكتبُ عنه جليسُ بطانته، وأنيسُ حاشيته!!.

نعم .. لقد عاش الزيَّاتُ هكذا طولَ حياتِه، يَكتُبُ ما يَرُوجُ، وَينشُرُ ما يَجْلِبُ له النِّعمةَ والعافية .. وحَسْبُه أنه ظَفِرَ في عهد فاروق بلقب "صاحب العِزَّة"، وظَفِرَ في هذا العهد بأكرمِ جائزةٍ .. وفي مجلة "الأزهر"، لا زال "يستأثر فيستغلُّ"، فيقبضُ منها مئةَ جنيهٍ ليُخرجَ عَدَدَ ذي القَعدة ضِمنَ ذي الحجة، وليُصدِرَ عدد محرم في شهر صفر، وليكتُبَ فيها

<<  <  ج: ص:  >  >>