الموضوعات التي تتحدَّثُ عن سيرةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وأن الأمرَ هنا ربما يدورُ حولَ خطأٍ مطبعيٍّ أو خطأٍ من الترجمة! ولكن الأمرَ ليس كذلك، فالحديثُ عن "الصرع" هنا حديثٌ مقصود، إذ يَحلُو لبعضِ المستشرقين أن يُفسروا ظاهرةَ "وحي الله" إلى نبيِّه عليه الصلاة والسلام بأنها كانت عبارةً عن نَوباتٍ من الصرَع تَعتريه بين الحِين والحين، وذلك انطلاقًا مِن مبدأِ عدم الاعترافِ بنبوَّته، وبالتالي فليس هناك أصلاً -في زعمهم- وَحيٌ كان يأتيه.
وهذا الموقفُ يَدخلُ في باب التعصُّبِ الأعمي الذي هو نفسُه مرضٌ لا أَمَلَ في شِفائه، ولا جَدوى من علاجِه.
* القِسِّيس السويسري ببلياندر:
وَضَع هذا القسيسُ كتابًا من ثلاثةِ مجلداتٍ، وصدر عام ١٥٤٣ م، ويمثِّل الوضعَ الذي وَصَل إليه الجَدَلُ كلُّه ضِدَّ الإسلام حتى ذلك العصر، كما يمثل حاصلَ هذا الجدل، فالكتابُ لا يَشتملُ فقط على الترجمة اللاتينية للقرآن، والتي تَمَّتْ قبلَ ذلك بأرْبَعِمِئةِ عام، وإنما يَشتملُ أيضًا على عددٍ كبير من الكتاباتِ المضادَّةِ للقرآن والإسلام، ابتداءً من عَصرِ بطرس الموقَّر حتى عصرِ الإصلاح الديني (١).
* هوتنجر السويسري (١٦٢٠ - ١٦٦٧ م):
هذا المستشرقُ السويسري كان أستاذًا للغات السامِية في كل من "زيوريخ وهايدلبرج"، ويقدِّمُ في كتابه "تاريخ الشرق" الصادرِ في "زيوريخ" عام ١٦٥١ م نقضًا للقرآن، إسهامًا في مكافحةِ الخُرافات