العدالة الإنسانية" (١/ ٣١) تحت عنوان: "صوت محمد": "مِن لهيبِ الصحراء المُحرقةِ وَهَجٌ في عينيه، ومن انبساطِ الرمالِ أمامَ وهَجِ الشمس صراحةٌ على شفتيه، ومن جنائنِ يثربَ وخمائلِ الطائفِ ومِن واحاتِ الحجازِ السابحةِ في الفضاءِ كأنها الجُزُرُ المتناثرةُ في محيطٍ من الرمل تحتَ ضوءِ القمر، نداوةٌ في قلبه ورِفقٌ في دمه، ومِن عَصْفِ الريحِ الهُوْجِ ثورةٌ في خياله، ومِن بيانِ الشِّعر ونورِ السماءِ سِحرٌ في لسانه وقَبسٌ في روحه، ومِن صِدقِ العزيمةِ ولغةِ الله مَضاءٌ في حسامه ورسالة في يمينه.
ذاك هو محمدُ بن عبد الله نبيُّ العرب ومُحطِّم الوثنية، التي أقْصَتِ الإِنسانَ عن أخيهِ الإِنسان، وثنيَّةِ المال ووثنيةِ العادة ووثنية العنصر الخرقاء".
إلى أن قال (ص ٣٥): "واتسع ظلُّ محمدِ بن عبدِ الله وتعاظَمَ حتى اكتَنَف العالَمَ القديم، فإذا هو مِن مَطْلَع الشمس إلى مغربها أرضٌ تُنبتُ الخيرَ والمعرفةَ والسِّلم، وإذا بنبيِّ الصحراء يَمُدُّ يَدَه فوقَ الدنيا لِيبذُرَ في أرضِها بُذورَ الإخاءِ والحبِّ، يَمُدُّها حتي تُطاوِلُ الأُفق، وهي ما زالت في امتدادٍ، وصار لدولةِ العرب رِجلٌ في الهند ورِجلٌ في الأندلس، وعُقد على جَبينِ الشمسِ تاجُ شعب عظيم".
* أمين بك نخلة اللبناني:
الأستاذ المعروف، والشاعر المحلِّق أمين بن رشيد نخلة.
° قال في مقدمة كتاب الأستاذ لبيب الرياشي "نفسية الرسول العربي" (ص ١٦): "محمد نغمةٌ لا كلمة، لفَرط ما مسحت على شفاه الخلائق، تأخذُ بالسمع قبلَ الأخذِ بالذهن، وتُفيدُ خفَّةَ الحروفِ وحلاوةَ اللفظاتِ قبل