[قصيدة]
حُفِظَتْ بِكَ الأخلاقُ بعدَ ضَيَاعها … وتسامَقَتْ في روضِها الأشجار
وبُعِثتَ للثَّقَلَيْن بعثةَ سيِّدٍ … صَدَقَتْ به وبدينه الأخبارُ
أصْغَتْ إليك الجِنُّ وانبهرتْ بماَ … تتلو، وعَمَّ قلوبَها استبشارُ
يا خيرَ من وَطِئ الثرى وَتشَرَّفَتْ … بمسيره الكُثبانُ والأحجارُ
يا من تتوقُ إلى مَحَاسِنِ وَجْهِهِ … شمس ويفْرحُ أنْ يَرَاه نَهارُ
بأبي وأمِّي أنتَ حين تَشَرَّفَتْ … بك هجرة وتَشَرَّفَ الأنصارُ
أنْشَأتَ مدرسةَ النبوَّةِ فاسْتَقَى … من عِلمِها ويقينِها الأبرارُ
هي للعلوم قديمِها وحديثِها … ولِمَنهجِ الدينِ الحنيف منارُ
لله دَرُّك مُرْشِدًا ومُعَلِّمًا … شَرُفَتْ به وبعلمِهَ الآثارُ
ربَّيْتَ فيها من رِجالك ثُلَّة … بالحقِّ طافوا في البلاد ودارُوا
قومٌ إذا دعت المطامعُ أغلقوا … فمها، وإن دعت المكارم طَارُوا
إِنْ واجهوا ظلمًا رموه بعدلهم … وإذا رأوا ليلَ الضلال أنارُوا
قد كنت قرآنا يسير أمامَهم … وبك اقْتَدوْا فأضاءَتِ الأفكارُ
عَمَرُوا القلوبَ كما عَمَرْتَ، فما مَضَوْا … إِلاَّ وأفئدةُ العبادِ عَمَارُ
لو أطلق الكونُ الفسيحُ لسانَه … لَسَرتْ إليك بمدْحِه الأشعارُ
لو قيل: مَنْ خيرُ العبادِ، لردَّدتْ … أصواتُ مَن سَمِعوا: هو المختارُ
لِمَ لا تكون؟ وأنتَ أفضل مرسَلِ … وأعزُّ من رَسَمُوا الطريق وسَارُوا
ما أنت إلا الشمسُ يملأ نورُها … آفاقنا، مهما أُثِيرَ غُبارُ