وما اتخاذهِم الإسلامَ مَسخَرَةً … إلاَّ على ما حكاهُ اللهُ برهانا
إن العلاقةَ لا تُبنَى مُجَرَّدةً … من الثوابت في شيء وإِنْ هَانَا
فلا تسامحَ إن مُسَّت عقيدتُنا … أو اقتضى الأمرُ إيمانًا وكفْرَانا
عذرًا رسولَ الهدى المختارَ إنْ وَهَنَتْ … منا العزائم شُبَّانًا وشِيبانا
فلم يَعُد يَرْهَبُ الأعداءُ صولَتَنا … وما أقامُوا لنا وَزْنًا ولَا شَانا
ولوا أطعناكَ ما هُنَّا وما اجْتَرَؤُوا … على مَقامِك أوْ كانَ الذي كانا
لكِنْ عصيناكَ فِي جُلِّ الأمورِ فلم … نُفْلِحْ بشيء ولا حُلَّتْ قَضَايانا
عذرًا: فداكَ رسولَ الله أنفسُنا … وما ملكناه أرواحًا وأبدانا
عذرًا: فداك خليل الله كُل أب … وكُل أم بما أسْدَيْتَ عرفانا
فدًى لك الأهلُ والأبناءُ قاطبةً … وسائرُ الناس عُجْمَانًا وعربانا
فداك كُل كفور في الدُّنا عَميت … عيناهُ عنك وقد أُرْسِلت تبيانا
فداك كل يهود والدنا معها … وأمة ألَّهَتْ في الأرض صُلبانا
فدَى ترابِ نعالٍ كنت تلبَسُهَا … عند الأذى أمةُ -الدنمرك- قُرْبَانا
حاشاك حاشاك يا خيرَ الورى رُتبًا … مما رَمَوْك به ظلمًا وعدوانا
وأنتَ اكرمُ من يمشي على قدمٍ … وأرْجَحُ الرُّسلِ عند الله مِيزانا
وأطهرُ الخَلق من عيب ومن دَنَسٍ … وإن شانِئَك المبتورُ لا كانا
* * *