أخلاقه، وحُسنِ سُلوكه، ومهما يكنْ هناك من أمرٍ، فإنَّ محمدًا أسمى مِن أن ينتهيَ إليه الواصفُ، ولا يَعرِفُه مَن جَهِله، وخبيرٌ به مَن أنعم النظرَ في تاريخ المجد، ذلك التاريخُ الذي تَرَك محمدًا في طليعةِ الرسل ومفكري العالَم".
* العلَامة هيليار بلاون البريطاني:
مستشرق بريطاني، وُلد في بلدته "كوارير" عام ١٨٤٧.
° قال في كتابه "فكرة الحياة" (ص ٦٣ و ٦٤): "بينما كانت مُدُنُ الإمبراطوريةِ البيزنطيَّة تَحتفلُ بانتصاراتِ الإمبراطور هرقل على الفرس، وبينما كان الناسُ في سرورِ وجَذَلٍ عظيمَينِ، حَدَثتِ المعجزةُ المحمديَّةُ، حَدَث شيءٌ لم يكنْ أحدٌ ينتظرُه ولا يَفطِنُ له، حَدَث أمرٌ كان أقربَ إلى الهِزة الأرضيةِ أو الفيضانِ العامِّ في سُرعتِه وشِدته ووقوعِه دونما سابقِ إنذارِ ولا إشارة.
لم تكن هناك أعراضٌ سَبَقت هذا الحدثَ العظيمَ الضخم، ولا أماراتٌ تدعو إلى انتظارِه والتهيُّؤِ له، ولم يكن مَضَى على انتصاراتِ هرقلَ إلاَّ سنواتٌ قلائل، لَما مشى إلى أرضِ الإمبراطورية فِرسانٌ من الصحراء، ما سَمع عنهم أحدٌ شيئًا إلاَّ ما كان يُقالُ مِن أنهم جماعةٌ يضربون أرضَ الصحراء على خُيولهم وإبِلِهم طلبًا للكَلإ والماء، وأنهم قومٌ من البدو".
° ويمضي "هيليار بلاون" فيقول: "إني أقول: إنَّ معجزةً كهذه من حيثُ خَطَرِها، وبُعدِ أثرها، وعظيم نتائجِها، كانت مَسُوقةً بقوةٍ لا يُستطاعُ تفسيرُها، وإنْ كان ما لدينا من المصادر والوثائقِ يُساعدُنا على تفهم