للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: "حَكيمٌ"، والأول أشهرُ، وكان أوَلاً قَصَّارًا (١)، ثم ادعى الربوبية، مع أنه كان أعْوَرَ قبيحَ المَنْظَرِ، وكان يتَخذ له وَجْها من ذهب، واتَبعه على جَهَالَتِه خَلْقٌ كثيرٌ مِن الجَهَلة، وكان يُرِي الناسَ قمرًا يُرَى من مَسِيرةِ شهرَيْن، ثم يغيبُ، فعَظُم اعتقادُهم فيه، ومَنَعُوه بالسِّلاح، وكان يزْعُمُ -لعَنه الله، وتعالى عمَّا يقول الظالمون عُلُوًّا كبيرًا - أَنَّ الله ظَهَر في صورة آدم، ولهذا سَجدت له الملائكةُ، ثم في نوح، ثم في الأنبياءِ وَاحِدًا فواحدًا، ثم تحوَّل إلى أبي مسلم الخُراساني، ثم تحوَّل إليه، ولما حاصره المسلمون في قلعته التي كان جَدَّدَها بناحية "كَش" ممَّا وراء النهر، وُيقال لها: سَنَامٌ، سَقَى نسَاءَه وأهلَه سُمًّا، وتَحسَّى هو أيضا منه، فماتوا كلهم -لعنهم الله أجمعين-، واستحوذ المسلمون على حواصِلِه وأمواله كلها".

° قال الرازي عن "المقنَّع": "إنه ادَّعى بعدُ -أي: بعد أبي مسلم الخراساني- النبوة، فعَظمُ أمرُه، واجتمع عليه خلَقٌ كثير، ثم ادَّعى الألوهيَة" (٢).

* مُدَّعو النُّبُوَة من زعماء البابيَّة:

* المِرْزَة علي محمد (الباب) الشيرازي زعيم البابية:

المِرزة عليُّ محمد الشِّيرازي المُلَقَّب بالباب، مُنشِئُ "البابية"، وعميلُ روسيا الصليبية (آنذاك)، مُدَّعي النبْوَّة ثم الربوبية .. أيُ كذبٍ وخرافة وسخافةٍ وتفاهةٍ وسفاهةٍ وبَلادةٍ انطوى عليها عقل ذلك القزم المأفون!!.


(١) القصَّار: المبيض للثياب (ق ص ر).
(٢) "اعتقادات فرق المشركين" للرازي (ص ٧٦) - طبع مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>