للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنْ فاتهم أمر هامٌّ لم يَحسِبوا له حسابًا، وهو أن النبيَّ أيامَ فُتُوتِه وعُنفوانِ شبابه لم يتزوَّجْ إلاَّ مِن امرأةِ واحدة، ولم يتزوَّجْ من غيرِها حتى ماتت، مع أنه كان يَعيشُ بين قوم سادت فيهم كثرةُ الطلاق والزواج، وكان يَندُرُ أن يَقتصرَ الرجلُ منهم على زوجةِ واحدة، ولَمَّا فُقدت زوجتُه -وكانت سِنُّهُ حين ذاك خمسينَ سنةَ- تزوَّج من أخرى، كما عَقَد زِيجاتِه المختلفةَ التي كانت في أغلبِ الأحيان لدواع اجتماعيةِ أو سياسية؛ لأنه كان يُريدُ بهذه الطريقةِ أن يَكتسِبَ إلى صَفِّهِ رجالاً أو نساء تقيَّاتِ، ويرتبطُ بروابطِ المصاهرةِ بأُسرٍ قوية، وكان كلُّ ذلك بقَصْدِ نشرِ الإسلام" (١).

* الدكتور وغسطون كرستا الإِيطالي:

وُلد في "ترياسته" ١٨٤٠، وتوفي فيها ١٨٩٧:

° قال في كتابه "الكياسة الاجتماعية": "كان محمدٌ يُعلِنُ أنه رسولُ الله تعالى، لإصلاح دينِ إبراهيمَ المطهَّرِ الذي أفسده أبناؤه، وأقام العبادةَ الزكيةَ التي أنشأها ذلك النبيُّ، ثم فَسدت على مَمر الزمن، ولِيؤيِّدَ -وهو خاتمةُ الرسل- ما كان اللهُ أنزله على مَن سَلَفه من الأنبياء موسى وداودَ وإشعيا وعيسى.

إنَّ هذه الجُدرانَ العادية، لدليل على قوةِ عظيمة لمحمد، مِثالَ القيادةِ ورَمزَ السياسة".

* * *


(١) كتاب "محاسن الإسلام" ترجمة طه فوزي .. انظر "آفاق جديدة للدعوة" (ص ١٢٠ - ١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>