وإني لأستغْشِي وما بي غَشوةٌ … لَعَل خَيَالاً منك يَلقَى خياليا
كانت البركةُ فيه ومعه وعنده - صلى الله عليه وسلم -:
° فكلامُه مبارك، يقول الكلمةَ المُوجَزَة، فتحملُ في طيَّاتها من العِبَرِ والعِظاتِ ما يَدْهَشُ لروعتها العقلُ حُسْنًا وبلاغةً، فلا أبْدَعَ، ولا أرْوعَ، ولا أوْجَزَ، ولا أعجزَ من هذا الكلام الباهي الزاهي ..
° ويُلقِي الخُطبةَ، فيَجعلَ الله فيها من النفع والتأثير والبركة ما يَبقى صداهُ في الأجيال جِيلاً بعد جيل.
° والبركة في عمره - صلى الله عليه وسلم -، فقد عاش ثلاثًا وعشرين سنةً في إبلاغ رسالته ليس إلاَّ، فكان في هذه الفترةِ الوجيزةِ من الفتحِ والنصرِ والنفعِ والعلمِ والإيمانِ والإصلاحِ ما لا يقومُ به غيرة في قرونٍ ودهور، ففي ثلاثٍ وعشرين سَنةً فحسب، بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانة، وعلَّم القرآن، ونَشَر السُّنة، وقضى على الكفر، وأسَّس دولةَ العدل، وأقام أعظمَ حضارةٍ راشدةٍ عَرَفتها الإِنسانية .. فسبحان مَن بارك في لحظاتِ عُمره ودقائقِ حياته ..
مرت سنينٌ بالسُّعود وبالهنا … فكأنها من حُسنِها أيامُ
• وبُورك له - صلى الله عليه وسلم - في آثاره، فقد مرَّ بصاحبِ قَبْرَينِ يُعذَّبان، أحدهما