كان لا يتنزَّهُ من البول، والآخرُ كان يَمشي بالنميمة بين الناس، فشَقَّ - صلى الله عليه وسلم - عصًا خضراءَ كانت معه وغَرَسها على القبرين، وقال:"أرجو أن يُخفَّفَ عنهما من العذابِ حتى تَيْبَسا"(١)، وهذا خاصٌّ به، ولا يكونُ إلاَّ له - صلى الله عليه وسلم -، لِمَا جَعَل اللهُ فيه من البركة.
° ومَرِض عليُّ بنُ أبي طالب - رضي الله عنه - بالرمدِ يومَ خيبر، حتى أصبحَ لا يَرى شيئًا، فنَفَثَ عليه - صلى الله عليه وسلم -، فأبصر -بإذنِ الله- في الحالِ لبركةِ دعائِه ونَفْثِه - صلى الله عليه وسلم -:
مَرِضَ الحبيبُ فزرتُهُ … فمَرِضتُ مِن خوفي عليهِ
وأتى الحبيبُ يَزورُني … فشُفِيتُ من نظري إليهِ
° وكان الجيشُ في الخندق ألفَ رجلٍ، قد بَلَغ بهم الجوعُ مبلغًا عظيمًا، فدعا جابرُ بنُ عبد الله الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - وثلاثة معه على عَناقٍ من وَلَدِ الماعز ذَبَحها وشيءٍ من طعام الشعير، فدعا - صلى الله عليه وسلم - الجيشَ جميعًا وسَبَقهم، ودعا على الطعام ونفَث، ثم أدخلهم عَشَرَةً عَشَرة، فأكلوا جميعًا وشبِعوا جميعًا، وبَقِي الطعامُ بحاله، ووُزِّع على أهل المدينة، فما بَقِي بيتٌ إلاَّ دَخَله من ذلك الطعام .. فلا إله إلاَّ الله! يا لها مِن معجزةٍ باهرةٍ وآيةٍ ظاهرة على صِدقِه وبركتِه ونبوَّته:
علوٌّ في الحياةِ وفي المماتِ … بحقٍّ فيك كلُّ المعجزاتِ
عليك تحيةُ الرحمن تَسرِي … بتَبْرِيكٍ غوادٍ رائحاتِ
° وسافر معه جيشٌ قِوامه ألفٌ وأربَعُمئةِ رجل، فانتهى ماؤهم
(١) أخرجه البخاري (٢١٦، ٢١٨)، ومسلم (٢٩٢) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.