وأشرفوا على الهلاك، وانقطعوا في البَيداء، فدعا - صلى الله عليه وسلم - بقِرْبةٍ صغيرة فيها قليلٌ من ماء، فصبَّه على يده الشريفةِ الطاهرة المباركة، فثارت مِن بين أصابعه أنهارُ الماء، فملأ الناسُ أوعيتَهم وعَبَّؤُوا قِرَبَهم، وسَقَوا رواحلَهم، وشَرِبوا وتوضَّؤُوا، واغتسلوا جميعًا، {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ}[الطور: ١٥] ..
فحيَّا الله ذاك الكفَّ الطاهرَ المبارَك الذي ما خان، ولا غشَّ، ولا غَدَر، ولا نَهَب، ولا سَلَب، ولا سَرَق ولا سَفَك ..
يدٌ بيضاءُ لو مُدَّت بليلٍ … عظيمِ الهولِ أشرقَتِ الليالي
° وزار - صلى الله عليه وسلم - سعدَ بنَ أبي وقاص - رضي الله عنه - وهو مريضٌ ملتهِبُ الجسم، فوضع يَدَه المباركةَ على صَدرِ سعد، فوجَدَ بَرْدَها كالثلجِ، فشُفِي بإذن الله.
° يقول سعدٌ - رضي الله عنه - بعدَ سنواتٍ طويلة:"واللهِ لكأني أجدُ بَرْدَها الآنَ على صدري".
° ورَش - صلى الله عليه وسلم - بقيةَ وَضوئِه على جابرِ بن عبد الله - رضي الله عنهما - وهو مريضٌ، فشُفي بإذنِ الله، وحَلَق رأسه - صلى الله عليه وسلم - بمِنًى يوم النحر، فأعطى شِقَّه الأيمنَ أبا طلحةَ الأنصاري، لأنَّ صَوتَه في الجيشِ كمئةِ فارسٍ جائزةً له، والنصفَ الآخَرَ وُزعِّ على الناس، فكادوا يقتتلون عليه، فمنهم مَن حَصَل على شَعْرةٍ، ومنهم مَن تقاسَمَ هو وصاحبه شَعرةً واحدة، ومنهم مَن كان يضعُ هذه الشعرةَ في الماءِ إذا أراد أن يشرب ..
جَعلتُ لعرَّافِ اليمامةِ حُكْمَه … وعَرَّافِ نجدٍ إنْ هما شفياني