ولذلك فهو يَرى أنه يَجدُرُ بالجمعيات التبشيرية، أن تتكاتفَ وتتعاضدَ لكي تؤلِّفَ سلسلةً قويةً من إرساليات التبشير، تطوفُ كل إفريقية، وتؤسِّسُ مراكزَ قويةً في الأماكنِ التي هي موطنُ الخطر.
ويجبُ أن يكونَ إخراجُ هذه الفكرةِ إلى حيِّز الفعل موضعَ بحثٍ أهمَّ وأوسعَ مما كان في السابق، سواءٌ من جهةِ تربيةِ المبشرين، أو من جهةِ حُسنِ اختيارهم، الأمرُ الذي يُحتِّمُ اتخاذَ التدابيرِ بلا تأخير لإتمام المشروعات التي بُوشر بها.
٣ - ويرى المؤتمرُ أنه من الضروري العاجل تأسيسُ مدرسةٍ في مصرَ خاصةٍ بالتبشير، تكونُ عامةً لكلِّ الفِرَق البروتستانتية، وُيشدِّدُ بلزوم التدقيقِ التامِّ في انتقاءِ المبشِّرين الأَكْفاء الممتازِين بصفاتِهم ومواهبِهم العقلية، وبلزوم تعليمِهم اللغةَ العربيةَ بوجهٍ خاص.
* * *
٤ - مؤتمر القدس التبشيري:
كان القسيسُ الدكتورُ "صمويل زويمر" رئيسَ إرسالية التبشير في البحرين منذ مَقْدَمِه إلى الشرقِ في أوائل القرنِ العشرين، إلاَّ أن نشاطَه التبشيريَّ الزائدَ وسَعْيَه لعقدِ مختلفِ المؤتمراتِ التبشيرية، جَعله يرتقي في المراتبِ بين المبشرين، حتى صار رئيسَ المبشرين في الشرق، وحتى صاروا يُلقِّبونه بـ "الرسول المختارِ إلى العالم الإسلامي"، أي: حاملُ رسالةِ تحويل المسلمين عن دينهم.
فمن المؤتمراتِ التبشيرية التي دعا إليها هذا القسيسُ: مؤتمرُ "القدس"