الذي تمَّ انعقادة برئاسته في نِيسان سنة (١٩٣٥ م) إبَّانَ الاحتلالِ البريطاني لفلسطين.
وبعد أن شَرح أعضاء المؤتمر العقباتِ الكثيرةَ التي اعتَرضت سبيلَ المبشرين، والتي لم تَسمحْ لهم بأن يُخرِجوا المسلمين عن دينهم، ويدخلوهم في المسيحية، وبعدَ أن خَطَب كثيرٌ منهم خُطَبَهم اليائسة، قام "زويمر" رئيس المؤتمر، وألقى على المؤتمرين الخطبة التالية (١): "أيها الإخوانُ الأبطال، والزملاءُ الذين كَتب الله لهم الجهادَ في سبيل المسيحية، واستعمارها لبلادِ الإسلام، فأحاطتكم عنايةُ الرَّبِّ بالتوفيقِ الجليل المقدَّس، لقد أدَّيتمَ الرسالةَ التي نِيطت بكم أحسَنَ أداءٍ، ووفِّقتم لها أسمى توفيق، وإن كان ليخَيَّلُ إليَّ أنه -مع إتمامِكم العملَ على أكمل الوجوه-، لم يَفطِنْ بعضكم إلى الغايةِ الأساسية منه، إنني أُقِرُّكم على أنَّ الذين دَخلوا من المسلمين في حظيرةِ المسيحيةِ لم يَكونوا مسلمين حقيقيين، لقد كانوا كما قلتم أحدَ ثلاثة:
- إما صغيرٌ لم يكنْ له من أهلِه مَن يُعرِّفه ما هو الإسلام.
- أو رجل مستخفٌّ بالأديان لا يبغي غيرَ الحصولِ على قوْتِه، وقد اشتدَّ به الفقر، وعَزَّت عليه لُقمة العيش.
- وآخَر يَبغي الوصولَ إلى غايةٍ من الغايات الشخصيَّة.
ولكنَّ مهمةَ التبشيرِ التي نَدَبَتْكم دولُ المسيحيةِ للقيام بها في البلاد
(١) انظر كتاب "جذور البلاء" لعبد الله التل (ص ٢٧٥).