° وقال "جوته" عن "القرآن": "إنه الكتابُ الذي يكرِّرُ نفسَه تكراراتٍ لا تَنتهي، فيثير اشمئزازَنا دائمًا، كلَّما شَرَعْنا في قراءته"(١).
* هردر Herder (١٧٤٤ - ١٨٠٣) :
" يوهان جوتفريد فون هردر" كاتبٌ ألماني معروف، وعالِمٌ في اللاهوت، وقد تأثر به "جوته" في شبابه.
يصفُ هردر محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بأنه:"مزيجٌ خاصٌّ من كلِّ ما يُمِكنُ أن تُعطيَه الأمَّةُ والقَبيلةُ والزمانُ والمكان، فقد كان تاجرًا ونبيًّا وخطيبًا وشاعرًا وبطلاً ومُشرِّعًا، وكلُّ ذلك حَسَبَ الطريقةِ العربية".
° ويَبدُو أن سَبب نبوَّتهِ يتمثَّلُ في البُغضِ لشناعةِ عبادةِ الأصنام والتحمُّس لتعاليم توحيدِ الله وطريقةِ التعبُّدِ له بالطهارةِ والذِّكرِ والعمل الصالح، "وقد كانت التقاليدُ الفاسدةُ لليهودية والمسيحية، وطريقةُ التفكير الشاعريةُ لأُمَّته، ولغةُ قبيلته، ومواهبُه الشخصية -كانت كلُّها كأنها الأجنحةُ التي حَلَّقت به فوقَ نفسِه وخارجَ نفسه".
° ولكن "هردر" يُعبِّرُ عن حُكمه على القرآن على النحو التالي: "هذا الخليطُ الفريدُ من فنِّ الشِّعرِ وحُسنِ البيانِ والجَهل والذكاءِ والتكبُّرِ، هو مرآةُ نفسِه التي تُبين مواهِبَه ونقائصَه ومُيولَه وأخطاءَه وخِداعَ نفسِه والمعوناتِ الوقتيةَ التي خدَع بها نَفسَه، وخَدَع الآخرين، وذلك كله بدرجةٍ أكثرَ
(١) من نصوص تحت الطبع ترجمها الباحث ثابت عيد مترجم "صورة الإسلام في التراث الغربي"، ونقلها عنه ا. د محمد عمارة في كتابه "الإسلام والغرب- افتراءات لها تاريخ" (ص ٣٢).