الأخلاق، ومنتهى الحياء، وشدَّةِ الإحساس، وقد كَفَله عمُه وهو ابنُ ستِّ سنواتٍ، وأثناءَ كَفالتِه بدأت تظهرُ من محمدٍ علاماتُ الذكاء ورَجاحةُ العقل، ومرَّ بصِبيانٍ يلعبون، فدَعَوه للَّعِبِ معهم، فأجابهم:"إن الإنسانَ خُلق للأعمال الجليلة، والمقاصِدِ الشريفة، لا للأعمالِ السافلةِ والأمورِ الباطلة"، وكان على خُلقٍ عظيم، وشِيَم مَرضيَّة، شَفُوقًا على الأطفال، مطبوعًا على الإحسان، غيرَ مُتمشدِقٍ في نفسه، ولا صَلِفٍ في معاملته مع الناس، وكان حائزًا قوةَ إدراكٍ عجيبة، وذكاءً مُفرِطًا، وعواطفَ رقيقةً شريفة" (١).
° وقال في كتابه "الشرق" (ص ٦١): "إنَّ محمدًا -بلا التباس ولا نُكران- كان من النبيين والصِّدِّيقين، وهو رسولُ الله القادرِ على كلِّ شيء، بل إنه نبى جليلُ القَدْر، ومهما تحدثنا عنه، فليس بالكثير في حقه، لأنه جاء إلى العالَم بدينٍ جَمَع فيه كل ما يَصلُحُ للحياة".
* جورج سيمون:
° قال: "إنَّ محمدًا قد رَفع أعلامَ التمدُّن".
* اللورد هيدلي وإِسلامه:
° قال الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر: "كان لإسلام اللورد "هيدلي" ضجَّةٌ كبيرة -لمركزه، ولِمَا يَعلمُه فيه عارفوه من نُضجٍ في التفكير، وَتَروٍّ في الأمور-، وحينما أراد الحجَّ مر بالإسكندرية، فأقام له أهالي الثغرِ حَفلةً كُبرى وُضعت تحت رعايةِ الأمير السابق "عمر طوسون"
(١) نقلاً عن مجلة "المقتطف" -المجلد الرابع- العدد السابع.