للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغرب على السِّراج المنير - صلى الله عليه وسلم -، ثم بَعد هذا يدَّعون العلمَ والمعرفة .. ألَا شاهت الوجوه النَّكِدةُ، وزُبالاتُ الأذهانِ العَفِنة، وانتكاسُ الفطرة.

° وفي أثناء العصر الوسيط كلِّه، وكذلك في القرْنَيْن السادسَ عَشَرَ والسابعَ عَشَر، كان الحُكمُ على محمدٍ حُكْمًا سيئًا إلى أبعدِ الحدود، إذ يُوصَفُ بأنه "دجَّال" و"نبيٌّ مُزَيف"، و"مؤسِّس طائفةٍ " وتجسيد لشتَّي ألوانِ الرذائل والمنكرات (١).

* تور أندريه Tor Andrae (١٨٨٥ - ١٩٤٧) :

تور أندريه مستشرقٌ سويدي .. عَمِل أستاذًا للعلوم الدينية في جامعتَي "استوكهلم"، و"أوبساله"، ومن مؤلَّفاته: "مَن هو محمد؟ " و"شخصُ محمدٍ في تعاليم وعقيدةِ أتباعِه" وهو رسالةُ الدكتوراة التي تقدَّم بها إلى جامعة "استوكهلم" عام ١٩١٧ م، وقدْ تُرجم هذا الكتابُ إلى الإيطالية والإنجليزية والألمانية.

° يقولُ هذا المفترِي: إن "التغييرَ غيرَ المتوقع لظروف -رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخارجية -وبصفةٍ خاصَةٍ انتصارُه في بدر- كان له تأثيرٌ قويٌّ على وَعي النبي باصطفائه، وأخيرًا أصبح الوحيُ الذي كان يَظهرُ في البدايةِ بوصفِه تأثيرًا من جِهةٍ عُليا فوقَ التشخص -دونَ أن يكونَ ذا صِلَةٍ واعيةٍ بحياةِ النبي النفسية- أصبح بالتدريج يأتيه أيضًا مرتبطًا بوعي عاديٍّ، وهذا الارتباطُ جَعل الوحيَ أخيرًا واقعًا إلى حدٍّ ما تحتَ مراقبةٍ نفسيةٍ، وهكذا وَصل الأمرُ بالنبيِّ بالتدريج إلى الحدِّ الذي جَعله يَعتبرُ ما يبدُو له من أفكارٍ وقراراتٍ


(١) "الإسلام في تصورات الغرب" (ص ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>