للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أنها وحيُ الله، ويتحدَّثُ عن اللهِ ورسولِه حديثًا يكادُ يجعلُهما في مكانةٍ واحدة" (١).

وهذا واللهِ عَينُ الكَذِبِ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، واتهامٌ له -حاشاه- بالكَذِبِ على الله، إذ يَنسِبُ إليه ما لَم يَقُلْه .. وإنكارٌ للوحي بُرمَّتِه.

° ويقول هذا الدجال المفتَري: "وكنتيجةٍ للتطوُّرِ الذي وَصَل إليه الوعيُ النبويُّ لدى محمدٍ بتأثير من انتصاراتِه العظيمةِ، نَجِدُ الاقتناعَ لديه بأن رسالتَه جاءت عامةً للعالَم كلِّه، وأن دِينَه قد قُدِّر له أن يُحققَ النصرَ على كل الديانات الأخرى، وأنه هو نفسُه "خاتم النبيين"، وأفضلُ الأنبياءِ وآخِرُهم، وأنه كان مَقصِدَ تطوُّرِ النبوَّةِ كله في حقيقة الأمر، وعلى هذا النحوِ كان في وُسع التقديس الذي نشأ فيما بعدُ للنبي أن يَجِدَ في الواقع أيضًا نِقاطَ ارتباطٍ معينةٍ في الشهاداتِ الذاتيةِ لمحمد" (٢).

وهذا أيضًا عينُ الكذبِ وصريحُه .. فعموميةُ رسالتِه للعالَمين كانت وحيًا من الله لا لانتصاراتهِ - صلى الله عليه وسلم - الخارجية.

° ويَكذِبُ الدجالُ "أندريه" ويتكلَّمُ في الفصل الأولِ عن نشأةِ "أسطورة النبي" وكيف كانت بصفةٍ خاصةٍ عملاً من أعمالِ القُصَّاص، وهم أولئك الذين احتَرفوا مِهنةَ حكايةِ الأساطير، وتُصادفُنا آثارُ نشاطِهم في كتاب ابنِ إسحاق، فحياةُ محمدٍ كلُّها يُتْمٌ نَسَجها هكذا بالتدريج في شَبكةٍ من المعجزات، وَيبسُطُ "أندريه" القولَ بوجهٍ خاصٍّ في قصةِ ميلادِ محمدٍ والمعراج، ومعجزاتِ الطعام والماء، ومعجزة الشفاء، وشق الصدر،


(١) "الإسلام في تصورات الغرب" (ص ١٠٥).
(٢) المصدر السابق (ص ١٠٦ - ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>