للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أدري كيف استساغ لرجالٍ يدَعون العقلَ والفهمَ أن يتَبعوا مِثل هذا المجنون ويعتنقوا أفكاره وآراءه، ويعتقدوا بمهدويته ونبوَّته بلَ وألوهيته؟!.

* قال تعالى: {لهمْ قُلوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبصِرونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعون بِهَا أُولْئَكَ كَالأَنْعَامِ بلْ هُم أضلُّ} [الأعراف: ١٧٩].

* لُغتُه وجَهلُه:

وأما لغته فتنضَحُ جَهلاً، وكان قليلَ العلم، كثيرَ الجهل، فاقدَ البصيرة والفِكرة، غزيرَ السفاهةِ والبلاهة، مغترًّا مغرورًا، وكان يَرى نفسَه مع وَفرَةِ بلادتِه وجَوْدةِ حُمقِه أنه أعقل الناس وأفقههم، ومع غفلته وعدم إلمامه بالعلوم العربية والشرعية أنه أعلم الناس وأمهرُهم، فلم يَكَدْ يتكلم بكلمةٍ إلاَّ وقد أظهر "عُمقَ علمه" و"غَورَ معرفته" مع تلك الدعاوى الفارغةِ الكبيرة، والمزاعم الموهومة الرفيعة، فلقد ادَّعى الرسالةَ والنبوة، وأخيرًا الألوهيَّة، والربوبيَّة، واستَدلَّ عليها واستند بقوله: "إن أقوى دليل وأقنَعَه على صحةِ دعوةِ رسول الله هو كلامه"، كما دَلَّل على ذلك بقوله: "ألَم يكفِهم أنا أنزلنا عليك الكتاب (١)، ولقد آتاني الله هذا البرهان، ففي ظرفِ يومين وليلتين أُقرِّر أني أَقدِرُ أن أُظهِرَ آياتٍ تُوازي في الحجم جميعَ القرآن" (٢).

° وأيضا: "إنني أفضل من محمدٍ، كما أن قرآني أفضل من قرآن


(١) والسفيه لم يفهم أنه ليس كلامه - صلى الله عليه وسلم - بل هو كلام الله.
(٢) "مطالع الأنوار" لنبيل الزرندي البهائي، (ص ١٥٠) ط عربي.

<<  <  ج: ص:  >  >>