للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي لا ينتمي لا للعروبة ولا للإِسلام".

* كلهم البابا "أوربان الثاني":

كلُّ صَلِيبي هنا في أرض العرب لا يَقلُّ عن البابا "أوربان الثاني" و"بطرس الناسك كيو كيو"- أي: الضئيل كما كان مواطنوه يُسَمُّونه- و"والتر المفلس"، كلُّهم يَحملُ حقداً رهيبًا للإسلام.

يذكرُ التاريخ أن "بطرس الناسك" اجتَمع بشمعون بطريَرك القدس، وشكى شمعونُ أحوالَ المسيحيين (١)، وأجابه بطرسُ قائلاً: "اعلمْ -أيها الأبُ المقدَّس- أنه لو كان لدى الكنيسةِ في روما والملوكِ في الغرب أيُّ مُخبِرٍ حَذِرٍ وموثوق يُخبِرُهم بالمصائبِ التي تُكابدونها (٢)، لكانوا سيحاولون حتمًا تقديمَ العلاج بالسُّرْعةِ الممكنةِ وبالقولِ والفعل لمصاعبكم هذه، ولذلك اكتُبْ أنت بكلِّ اجتهادِ إلى البابا العظيم وإلى الكنيسة في روما، واكتبْ أيضَا إلى ملوكِ وأمراءِ الغرب، وصادِقْ على الرسالة بخاتَم سُلطانِك الكهنوتي، وبالحقيقة -إنني لمداواةِ رُوحي- لن أتوانَى عن الاضطلاع بهذه المهمة" (٣).

وهكذا كتب بطريرك القدس الخائنُ الرسالةَ، وسلَّمها لبطرس الناسك الذي سَلَّمها بدوره للبابا أوربان الثاني.


(١) على حد زعمه الباطل الذي يصوره "وليم" رئيس أساقفة "صُور" وكبير مستشاري ملك القدس في كتابه "تاريخ الحروب الصليبية" (ص ١٦٣).
(٢) وهذا كذب.
(٣) "تاريخ الحروب الصليبية" (ص ١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>