للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهِ .. } الآية.

وهنا في هذه الآيةِ الأخيرة قد نَسَب الله تعالى الولايةَ للشيطان اللعين فابنُ عربيٍّ قد اتخذ الشيطانَ وليًّا دونَ أن يشعر به أو يُحِسَّ، وقد فَقَد عقله ورُشدَه وبصيرته في هذا التحريف أو المغالطة كما ترى واضحًا جليًّا.

* وهكذا وَضَّح القرآن الكريم هذا المعنى على لسانِ نبيِّه وخليلِه إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام، كما في سورة "مريم"، إذ قال -جلا وعلا-: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ منَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} [مريم: ٤٥].

فكلُّ من يخالفُ طريقَ الحقِّ والصواب والرشدِ -وهي طريق سائر الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام إلى دعوتهم إلى توحيد الله تعالى الذي خالفه هؤلاء الزنادقة-، فسمَّاه الله تعالى وليًّا للشيطان اللعينِ أو الطاغوت، فسَمَّى الشيطانَ وليًّا أيضًا لأولئك الذين يتبعونه في غَيِّه وضلاله وكفرِه وإلحاده بجميع معانيه الظاهرة والباطنة، فلم يَبْقَ أيُّ إشكالٍ أثاره ابنُ عربي كما نقل عن "فصوصه" -الخبيث- العلامةُ الشيخُ صالح المَقْبَلي اليماني في "العَلِم الشامخ" كما مضى نقله وبيانه .. واللَّه أعلم" (١).

* عودةٌ إِلى كلامِ المَقْبَلي في ابن عربي:

° ثم قال العلامة المَقبَليُّ في ابن عربي هذا في "العلم الشامخ" (ص ٥٥٨): "وعلى الجملة، فقد رَفع أعداءَ الأنبياء عليهم السلام، لتصويبه السامريَّ، وتخطئة هارون - عليه الصلاة والسلام -، وكذلك قومُ


(١) "كتاب ابن عربي" (ص ١٣٦ - ١٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>