تَكفيه مُؤنةَ السَّعي، فكانت ثروتُه عند نشأته: صِدقَه وأمانتَه ونزاهتَه وإخلاصَه، وتلك -لَعَمْرُ اللهِ- أسمى الثرْواتِ وأغلاها، تلك كانت صفاتِ محمدٍ في وَسَطٍ مُنْحَلٍّ لا يَعرفُ أخلاقًا ولا نُبلاً".
* العلاَّمة الكبير غوستاف لوبون الفرنسي:
وُلد عام ١٨٤١ في "تولوز"، وتوفي ١٩٣١، فرنسيٌّ من فلاسفةِ عِلم الاجتماع، نَقل بعضَ مؤلفاته إلى العربية.
° قال في كتابه "الحياة" عند حديثِه عن العرب في الشرق (ص ٤٣): "إن محمدًا -رَغم ما يُشاعُ عنه على وجهٍ عام-، قد ظَهَر بمظهرِ الحُكْم الوافر والرَّحابةِ الفسيحةِ إزاءَ أهل الذِّمَّة، وحَرَّر بلادًا واسعةً من الرومِ والفُرسِ، وتَرَك أهلَها في طليعة الأمم".
° وقال في كتابه "التمدُّن الإسلامي" -وهو ٨٠٠ صفحة، والمنقول من اللغة الفرنسية إلى اللغة الفارسية- (صفحة ٦٧): "إنني لا أدعو إلى بدعةٍ مُحدَثةٍ، ولا إلى ضلالة مُستهجَنةٍ، بل إلى دين عربيٍّ قديمٍ أوحاه اللهُ إلى نبيِّه محمدٍ، فكان أمينًا على بثِّ دعوتِه بين قبائلَ رُحَّلٍ تلهَّت بعبادةِ الأحجارِ، وتلذَّذت بتُرَّهاتِ الجاهلية، فجَمَع صفوفَهم بعدَ أن كانت مُبعثَرةً، ووَحَّد كلمتَهم بعدَ أن كانت مُتفرِّقةً، ووجَّه أنظارَهم لعبادةِ الخالق، فكان خيرَ البَرِيَّةِ على الإطلاق حَسَبًا ونَسَبًا وزعامةً ونبوَّةً، هذا هو محمدٌ الذي اعتَنق شريعتَه أَربَعُمِئةِ مليون مسلم، منتشرِين في أنحاءِ المعمورة، يُرتِّلون قرآنًا عربيًّا مُبينًا".
° إلى أن قال: "فرسولٌ كهذا جديرٌ باتِّباع رسالته، والمبادرةِ إلى