للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحيطُ كافةَ عبادِه بظهوراتِ فضله ورحمتهِ، ثم الحمد لله أنه جَعَلك يُنبوعَ الرأفة والرحمة، وعَطوفًا على المجرمين، ورحيمًا على العصاة المذنبين، أُشهِدُ الله أنه لَم يكن لهذا العبدِ الضعيف -الذي وجودُه الذنبُ المحضُ -أيُّ قصدٍ خلافَ رضا الله وأهل ولايته، وبما أن قلبي موقِنٌ بوحدانية الله ونبوَّةِ رسوله وولايةِ أهل الولاية، ولساني مُقِرٌّ بكل ما نزل مِن عند الله أرجو رحمته، ولَم أُرِدْ مخالفةَ الحقِّ مطلقًا -وإن صَدَر عني وعن قَلَمي كلماتٌ تخالف الحقَّ-، فلم يكن قصدي المعصية، ففي كلِّ الأحوال أنا مستغفر وتائبٌ، وأنه ليس لي أيُّ ادعاءٍ وزَعْم، وأستغفرُ اللهَ ربي وأتوبُ إليه من أن يُنسَبَ إليَّ أمر، وأما بعضُ الكلمات أو المناجاة التي جَرَت من لساني لا تدلُّ على أيِّ شيء، وأنا لا أدَّعي لا النيابة عن حضرة "المَهديِّ" وغير النيابة، ولن أدعيَ أيضًا، وأنا أرجو من ألطافِ حضرةِ الشاهنشاه وحضرتِكم أن تجعلوني مَوْرِدَ ألطافِكم ورأفتِكم ورحمتِكم، والسلام" (١).

فهذه حقيقةُ المفتري الدجَّال، ولكنَّ افتراءآته لم تكن مقصورةً إلى هذا الحد -ولا حدَّ للجنون-، فإنه بعد هذه الفضائح والويلات والصرخات ارتقى مرةً أخرى إلى درجةٍ أخرى، ولَم تكن تلك الدرجةُ بعد ادِّعائه النبوة والرسالة إلاَّ درجةً واحدةً وهي الربوبية والألوهية.

* دعواه الألوهيَّة والربوبيَّة:

فاعتلى منْبرَها، ومَن كان يمنعه عن ذلك ما دام لم يَمتنع مع التوبات


(١) انظر "الدراسات في الديانة البابية" لبراؤن (ص ٢٥٧) طبع إنجيلزي، و"البابية" لإحسان إلهي (ص ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>