للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرجوعات عن النبوة والمهدوية؟! وما دامت البقيةُ الباقيةُ من الباطنية والهمجيةِ الشيعيةِ موجودة في حواليه وحوله، فالقومُ منهم مَن كان يؤلِّه "عليًّا"، ومنهم مَن يجعل "الحاكمَ" ربًّا وغيرَه -كما مر بالتفصيل-.

فهل يُستبعد مِن أولئك الأنعام من الناس الذي اتخذوه نبيا ورسولا ونَسَخوا بخرافاته وهفواته القرآن المجيد، أنْ لا يجعلوه ربًّا ينصرهم وهو خَذلان، ويَسقيهم وهو عطشان، ويَهديهم وهو حَيران في تِيهِ الضلالة وسكران؟!.

وما دام تجلَت فيه رُوحُ باب المهدي أولاً، ورُوحُ المهديِّ ثانيًا، ثم روح عليٍّ، وروحُ النبي الأُمي أخيرًا، فلم لا تتجلَّى فيه روحُ الله نفسه؟!.

° فلم يَكًدْ أن يُرمى في غياهب قلعة "جهريق" إلا وقد اكتملت ألوهيَّته وانتضجت ربوبيتُه، وبدأ يقول: "كنتُ في يوم نوح نوحًا، وفي يوم إبراهيم إبراهيم .. " إلى آخر ما ذكرناه قبل ذلك قريبًا.

° وأيضا: "أنا قيُّومُ الأسماء، مَضىَ من ظُهوري ما مضى، وصَبَرت حتى يُمَحَّصَ الكلُّ ولا يَبقى إلاَّ وجهي، وأعلمُ بأنه لست أنا، بل أنا مرآة فإنه لا يُرى فيَّ إلاَّ الله" (١).

° وقال عنه بروكلمان: "وبينْا لَم يرغب أولَ الأمر إلاَّ أن يعتبر الإِمام المهدي .. فإننا نجدُه يدعو نفسَه بعد ذلك "المرآة" التي يستطيع المؤمنون أن يشاهدوا بها الله نفسه" (٢).


(١) "العقيدة والشريعة" لجولدزيهر (ص ٢٤٢) ط عربي و"مفتاح باب الأبواب" (ص ١٠٠).
(٢) "تاريخ الشعوب الإسلامية" (٣/ ٦٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>