الأستاذ "محمد نعيم" من الشيخ أبي زهرة قبلَ وفاته، وقد احتَفظ به حتى أُتيحت له فرصةُ نشره في "الاعتصام" عام ١٩٧٥ م، وهو الذي قام بتلخيصه على هذا النحو المنشور الآن:
* اتِّجاهٌ غيرُ ديني!:
° يقول الشيخ أبو زهرة في مستهلِّ تقريره: "أن الكتابَ لم يَسْلَمْ من الخطأ، أو بالأحرى كان له اتجاهٌ غيرُ دِينيٍّ، وفي دراستِه فهو ما دَرَس محمدًا - صلى الله عليه وسلم - على أنه رسولٌ يُوحَى إليه، بل على أنه رجلٌ عظيمٌ له آراءُ اجتماعيةٌ، فسَّرها الكاتبُ على ما يُريد، وقد تكونُ هذه الكتابةُ مفيدةً لقومٍ يُصغِّرون من شأنِ محمدٍ، ويُهوِّنون من أمره، فتُزيلُ عنه ما يتوهَّمون، وتُبيِّنُ أن له شأنًا ومقامًا في تفكيرِه ومنحاه، وإذا لم تكنِ الكتابةُ صادقةً من كلِّ الوجوه، فهي في ذاتها تصويرٌ حَسَنٌ في الجُملة لغيرِ المسلمين، وفي هذه الحال فقط.
وأما نَشرُ هذه الكتابة بين المسلمين الذي يَعرِفون مَقامَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عند الله، ومقامَ الرسالةِ الإلهيةِ التي يَحمِلُها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، والتي هي مَصدرُ عِلمِه، فإنه لا فائدةَ فيها من جهةٍ، وتوهينٌ للعقيدةِ الإِسلامية من جهةٍ ثانية، وهي غيرُ صادقةٍ من جهةٍ ثالثة .. وإذا بُرِّر نَشرُها بين غير المسلمين لتقريب نفوسِهم من مبادئ محمد، فنَشرُها بين المؤمنين باعثٌ على الفتنة، ومُنقِّرٌ للقلوب، ومُضعِفٌ للإِيمان.
* لماذا يقتطعُ جُملةً من آية؟!:
وإنَّ أولَ ما يَلمَحُه القارئُ من الكتاب -بعد استيعابِه جُملةً وتفصيلاً-،