فصفة "السلام" شديدة الغموض (!) ولا يمكنُ أن تَعني "السِّلم"، ولا نَدري مصدرَ هذا القطع والتأكيد؟.
أخيرًا فليس من الممكنِ أن يهتديَ نبيُّ الرحمةِ محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا المعنى إلاَّ إذا وَصَله من النصارى -كما يقول-.
إن التصوُّر النمطيَّ المشوَّة عن الإسلام، لم يَتشكَّلْ بسببِ ضَعفِ معرفةِ الأوروبيين بهذا الدين وحَسب، حيث يُشيرُ الدارسون "لتصوُّراتِ القرونِ القرونِ الوسطى عن الإسلام" إلى ثلاثةِ مكوِّناتٍ "عناصر بنيوية"، أَسهمت في تشكيل هذه القوالبِ النمطية، دون أن تتعارضَ فيما بينها، بل إنها تعايَشَت وتداخَلَت من التأثر والتأثير، وهو المكونات: الميثولوجية، اللاهوتية، والعقلانية (١).
إن الصورو المشوَّهةُ عن الإسلام في الغرب لم تكن بسببِ جَهل أوروبا به، ولكنها في الواقع نتيجةُ معرفةٍ حقيقيةٍ بالإسلام غُلِّفتِ بالحقدِ والخوفِ من تنامي تأثيرِ هذا الدينِ على أوروبا نفسِها وعلى العالم أجمع.
* الصورةُ النمطية عن نبي الإِسلام:
أما الصورو النمطيةُ عن نبيِّ الإسلام، فقد تَكوَّنت طُوالَ أكثرَ من ألفِ عام، وتَشَكَلَ معظُمها من خرافاتٍ وأكاذيبَ لا تَمُتُّ للحقيقةِ بصِلَةٍ، ولكنها تراكمت تاريخيًّا لتكوّنَ صورةً قاتمةً وظالمةً عن خَيرِ خلق الله - صلى الله عليه وسلم -.
(١) "تطور تصورات الفكر الاجتماعي لأوروبا الغربية في القرون الوسطى حول الإسلام" (القرن الحادي عشر- القرن الرابع عشر للميلاد)، م. أ. باتونسكي، مجلة شعوب آسيا وإفريقيا، العدد ٤، لعام ١٩٧١ م، (ص ٧٠١) بالروسية.