للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَلَّ مَنْ رَبَّاك

لمحمد بن عبد الرحمن المقرن (١)

ربَّاكَ ربُّكَ .. جلَّ من ربَّاكا … وَرَعاكَ في كَنَفِ الهُدَى وحَمَاكا

سبحانَه أَعْطاكَ فَيْضَ فَضائلٍ … لَم يُعْطها في العَالَمِين سِوَاكَا

سَوَّاك في خَلقٍ عظيمٍ وارْتَقَى … فيكَ الجَمالُ .. فَجَلَّ مَنْ سَوَّاكا

سبحانه أعطاكَ خيرَ رِسَالَةٍ … للعالَمِين بها نَشَرْتَ هُدَاكَا

وَحباكَ في يومِ الحسابِ شَفاعَةً … مَحْمودةً .. ما نَالَها إلاَّكَا

اللهُ أرسلَكُم إلينا رَحْمَةً … مَا ضَلَّ من تَبِعتْ خُطاهُ خُطَاكَا

كنَا حَيارَى في الظَّلا مِ فأشْرَقَتْ … شمسُ الهداية يومَ لاحَ سَنَاكَا

كنَّا وَربِّي غَارِقِين بِغَيِّنَا … حتى رَبَطْنَا حَبْلنَا بِعُرَاكَا

لولاكَ كنَّا ساجِدِين لِصَخْرَةٍ … أَوْ كَوْكَبٍ .. لا نَعرِفُ الإشْراكَا

لولاكَ لم نَعْبُدْ إلهًا وَاحدًا … حتى هَدَانا اللهُ يومَ هَدَاكَا

أنتَ الذي حَنَّ الجمادُ لِعَطْفهِ … وَشَكا لَكَ الحيوانُ يوم رآكَا

والجِذْعُ يُسمعُ بالحنين أنِينُه … وبكاؤُهُ شوقًا إلى لُقْيَاكَا

ماذا يَزِيدُك مدحُنا وثناؤُنا … واللهُ في القرآن قد زَكَّاكَا؟!

ماذا يُفيدُ الذَّبُّ عنك وربُّنا … سبحانَه بعيونهِ يَرْعاكا؟!

"بدرٌ" تُحَدِّثُنَا عن الكَفِّ التي … رَمَتِ الطُّغَاةَ فبُورِكَتْ كَفَّاكَا؟!

و"الغَارُ" يُخبِرُنا عن العَيْنِ التي … حَفِظَتْكَ يومَ غَفَتْ به عَيْنَاكَا


(١) ٢٩/ ١٢/ ١٤٢٦ هـ-٢٩/ ١/ ٢٠٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>