للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* كَذِبُ ابنِ عربيٍّ وإِفكُه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

° انظر إلى بهتانِ ابن عربي وإفكِه وكَذبِهِ أنه يَنسب الأقوال الكفريةَ التي جاء بها في "فصوص الحكم" إلى إذنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الماحي لجميعِ الإِشراك، المُخَلِّص لِمُتَّبعيه من حبائلِ سائر الأشراك، فقد قال ابن عربي في خُطبةِ كتاب "فصوص الحكم": "أما بعد، فإني رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مُبَشِّرةٍ [أريتُها في العشر الآخر من محرم سنة سبع وعشرين وسِتِّمئة بمحروسة دمشق] وبيده كتاب، فقال لي: هذا كتابُ "فصوص الحكم"، خذه، واخرج به إلى الناس ينتفعوا به، فقلت: السمعُ والطاعة لله ولرسوله وأولِي الأمر منَّا كما أمِرْنا، فحَقَّقتُ الأمنية، وأخلصتُ النيَّة، وجَرَّدتُ القصدَ والهمة إلى إبرازِ هذا الكتاب كما حَدَّه لي رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - من غيرِ زيادةٍ ولا نقصان .. فمِن الله فاسمعوا .. وإلى الله فارجعوا .. " انتهى.

ولا شك أن النومَ والرؤيا في حدِّ ذاتهما في حيِّز الممكن، لكن ما أصله من مذهبِه الباطل ألزمه أن يكونَ ذلك مُحالاً، وذلك أن عنده أن وجودَ الكائناتِ هو الله، فإذن الكلُّ هو الله لا غير، فلا نبيَّ ولا رسول، ولا مُرسِل، ولا مُرسَل إليه، فلا خفاءَ في امتناع النوم على الواجب، وفي امتناع افتقارِ الواجب إلى أن يأمرَه النبيُّ بشيءٍ في المنام، فمن هنا يُعلم أنه لا يتحاشى من التناقضِ لهدم الدين بنْوعٍ مما ألِفْه أهلُه .. نبه على ذلك الإِمام علاء الدين البخاري "فاضحة الملحدين، وناصحة الموحِّدين" .. " (١).


(١) "مصرع التصوف" (ص ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>