القدوة العارف شيخ الإسلام حافظُ عصره الشيخ زَينُ الدين عبدُ الرحيم بنُ الحُسين العراقي في كَرَّاسةٍ أجاب فيها سؤالَ مَن سأله عن بعضِ كلام ابن عربي هذا:"وقوله في قوم نوحٍ {لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ .. } إلى آخره، كلامُ ضلالٍ وشركٍ واتحادٍ وإلحاد، فجَعَلَ تَرْكَهم لعبادةِ الأوثان التي نهاهم نوحٌ عن عبادتها جَهْلاً يُفَوت عليهم من الحقِّ بقَدْرِ ما تركوا" انتهى (١).
° وانظر إلى تحريفه لِمُحكَم الذِّكر، ولصريح القرآن، قال:"ألَا ترى عادًا قومَ هودٍ كيف قالوا: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}[الأحقاف: ٢٤]، فظنُّوا خيرًا بالله تعالى -وهو عند ظنِّ عبده به-، فأضرب لهم الحقُّ عن هذا القول، فأخبرهم بما هو أَتَمُّ وأعلى في القرب، فإنه إذا أمطرهم، فذلك حظ الأرض، وسَقْيُ الحَب، فما يَصلِون إلى نتيجةِ ذلك المطر إلاَّ عن بُعد، فقال لهم:{بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}، فجعل الريحَ إشارةً إلى ما فيها من الراحة، فإنَّ بهذهِ الرِّيح أراحهم مِن هذه الهياكل المظلِمة، والمسالكِ الوَعْرة، والسُّدَفِ المدلهمة، وفي هذه الريحِ عذاب، أي: أمرٌ يستعذبونه، إذا ذاقوه، إلا أنه يُوجِعُهم لغرقةِ المألوف".