للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظَّالِمِينَ} (١) لأنفسهم "المصطفَيْن" الذين أُورثوا الكتاب، فهم أول الثلاثة، فقدّمه على المقتصد والسابق {إِلَّا ضَلَالًا} إلاَّ حيرة المُحَمَّدي: "زِدْني فيك تحيُّرًا" (٢).

{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} (٣) فهي التي خَطَت بهم، فغرقوا في بحارِ العلم بالله، وهو الحيْرة .. {فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا}، فكان اللهُ عينَ أنصارِهم، فهلكوا فيه إلى الأبد .. " (٤).

فأيُّ زندقةٍ وإفكٍ وفجورٍ يحوي كلامُ ابن عربي!!.

° قال البقاعيُّ في "مصرع التصوف": "وقال شيخُ شيوخنا الإمامُ


(١) يقصد ويشير إلى الثلاثة الذين ذُكروا في قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: ٣٢]، وقد سوى ابن عربي بين مفهوم "الظلم" هنا، وبين مفهوم "الظلم" في قوله: {وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا}، يهدف بهذه التسوية إلى تقرير أن عُبَّاد الأصنام من قوم نوح من الذين اصطفاهم الله سبحانه!! ناسيًا عن عمدٍ كفور أن الظلم في قوله سبحانه: {ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} [الكهف: ٣٥] مُقَيَّد، وأنه هناك مطلق، وأن الظالم لنفسه في الآية مذكور في مقام ثناء بخلاف الظالمين من قوم نوح ذُكروا في مقام الذم.
(٢) لا يصح: قال ابن تيمية في "مجموعة الرسائل والمسائل" (٤/ ٤٥): "لم يرو هذا الحديث أحدٌ من أهل العلم بالحديث، ولا هو في شيء من كتب الحديث".
(٣) يقصد قوله تعالى عن قوم نوح: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا} [نوح: ٢٥]، ويُمجد الفاجر الزنديق خطايا الوثنيين من قوم نوح، ويزعم أنها خَطَت بهم إلى قدس أقداس الحقيقة، فعرفوا أنهم أرباب تُعَبد آلهة، ويُفسر الإغراق بأنه إغراق في بحار العِلم بالله!.
(٤) "فصوص الحكم" (ص ٧٢ - ٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>