للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى غيرِ عالِم، وعالم، {وَوَلَدُهُ} وهو ما أنتجه لهم نظرُهم الفكريُّ، والأمرُ موقوفٌ عِلْمُه على المشاهَدة، {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} لأن الدعوةَ إلى الله تعالى مَكْر بالمدعُوِّ؛ لأنه ما عدِم من البداية، فيُدعَى إلى الغاية {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} فهذا عين المكر" (١).

° قال الإمام البقاعي: "فهذا، وأشكالٌ من قوله -كما يأتي في الفصِّ اليُوسفي- يُدَنْدِن به على تصحيحِ قولِ الكفار: "إن القرآن سحر"، ولا يقدر على التصريح به" (٢).

° ثم يقولُ ابن عربي: "فقالوا (٣) في مكرهم: {لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}، فإنهم إذا تركوهم جَهِلوا من الحق على قَدْرِ ما تركوا من هؤلاء، فإن للحقِّ في كلِّ معبودٍ وجهًا يعرفُهِ مَن عرفه، ويجهلُه مَن جَهِله في المحمديِّين: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإِسراء: ٢٣]، أي: حَكَم (٤)، فالعالِمُ يعلمُ مَن عَبَد، وفي أيِّ صورةٍ ظَهَر حتى عبد، وإن التفريقَ والكثرة كالأعضاءِ في الصور المحسوسة، وكالقوى المعنويَّة في الصورة الرُّوحانية، فما عُبد غيرُ الله في كلِّ معبود" (٥).

° وقال ابن عربي الزنديق في "الفصِّ النوحي" أيضًا: " {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا}، أيْ: حَيَّروهم في تعدادِ الواحد بالوجوه والنِّسب، {وَلَا تَزِدِ


(١) "فصوص الحكم" (ص ٧٧٢).
(٢) "مصرع التصوُّف" (ص ٥٠).
(٣) يعني قوم نوح الوثنيين.
(٤) بل أمر ووصَّى.
(٥) "فصوص الحكم" (ص ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>