للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زُرارةَ، عن حُمران، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: "إن الله تبارك وتعالى أَخذ الميثاقَ على أولي العزم أني ربُّكم، ومحمدٌ رسولي، وعليٌّ أمير المؤمنين، وأوصياؤه من بعده وُلاةُ أمري وخُزَّانُ عِلمي، وأن المهديَّ أنتصرُ به لِدِيني" (١).

فإمامةُ الأئمةِ إذًا عندهم من ضرورياتِ الأديان السماوية التي لم يُبعثْ نبي إلاَّ بالدعوة إليها، بل إن الأنبياءَ جميعَهم كانوا مأمورِين بالإيمان بإمامةِ عليٍّ وأولاده التي لا تُدانيها النبوةُ في الفضلِ والشرف، ولا تَصِلُ إلى عُشْرِ معشارِها، بل ولا إلى قَطرةٍ من بحارها.

خامسًا: تصريحهم بأنَّ الأنبياء ما نالوا الفضلَ والرِّفعةَ من جهةِ نبوَّتهم واصطفائهم من الله تعالى، بل من جهةِ إِقرارِهم بإِمامةِ الأئمةِ والخضوعِ لهم:

° وإليك روايتانِ تَذكُرانِ هذا المعنى، هما:

١ - ذكر شيخُهم "المفيد" في كتابه "الاختصاص" (ص ٢٥٠): "ابن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال لي أبو عبد الله - عليه السلام -: إن اللهَ تبارك وتعالى تَوحَّد بمُلِكه، فعَرَّفَ عبادَه نفسَه، ثم فَوَّض إليهم أمَره، وأباِح لهم جَنَّتَه، فمن أراد اللهُ أن يُطهِّرَ قلبَه من الجنِّ الإِنس عَرَّفه ولايتَنا، ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفتنا.

ثم قال: يا مفضَّل، واللهِ ما استوجب آدمُ أن يخلقَه الله بيده وينفخَ


(١) "بحار الأنوار" لمحمد باقر المجلسي (٢٦/ ٢٨٠ - ٢٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>