للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه من رُوحه إلاَّ بولايةِ عليٍّ - عليه السلام -، وما كَلَّم الله موسى تكليمًا إلاَّ بولايةِ عليٍّ - عليه السلام -، ولا أقام اللهُ عيسى ابن مريم آيةً للعالين إلاَّ بالخضوع لعليٍّ - عليه السلام -.

ثم قال: أجملُ الأمر ما استأهل خَلق من الله النظر إليه إلاَّ بالعبودية لنا".

٢ - ذكر "المجلسي" في "بحار الأنوار" (٢٦/ ٢٨٢): "عن حَبَّةَ العُرنيِّ قال: قال أميرُ المؤمنين - عليه السلام -: إن الله عَرَض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض، أَقَرَّ بها مَن أَقَر، وأنكرها مَن أنكر، أنكرها يونسُ فحَبَسه اللهُ في بطنِ الحوت حتى أقرَّ بها".

فانظر إلى هذه المرتبة الخيالية للإمامة التي بفضلِ انحناءِ الأنبياء لها وخضوع أعناقِهم أمامَها نالوا ما نالوا من المراتب؛ لأن النبوةَ التي أنعم الله بها عليهم -وبكلِّ بساطة- لا قيمةَ لها بدون إمامةِ الأئمة، حتى إن نبيَّ الله تعالى يونسَ - عليه السلام - لما أبى الإِقرارَ بها وأنكرها -ظنًّا منه بأنَّ النبوة أعلى منها بالشرف والأهمية- حَبَسه الله تعالى في بطنِ الحوت عقوبة له، ولم يُخرِجْه منها إلاَّ بعد خضوعِه لها واعترافِه بفضلها على نبوته المسكينة الخاضعة!!! (١).

فهذه خمسُ مجموعاتٍ صَرَّح بها علماءُ الإماميَّة بتفضيل مرتبةِ "الإِمامة" على "النبوة"، وأنهم لن يرضَوا أبدًا بأن يَهبِطوا بمرتبة الإمامة إلى مرتبةِ النبوَّة؛ لأن في هذا حَطًّا من قَدْرِها ورِفعتها.

° قال محمد باقر المجلسي: "وبالجملة لا بُدَّ لنا من الإِذعان بعدمِ كونهم -عليهم السلام- أنبياءَ، وبأنهم أشرفُ وأفضلُ من غيرِ نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - من


(١) انظر "إمامة الشيعة دعوة باطنية لاستمرار النُّبوة" (ص ١٢٤) لعبد الملك بن عبد الرحمن الشافعي - مكتبة الرضوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>