كان جاهلاً بعيدًا عن العلم، أو كان زنديقًا ملحِدًا معاندًا ومكابرًا، فالله تعالى قال في هذه الآية: بأنه "وليٌّ للذين آمنوا" سواء كانوا أنبياءَ أو رسلاً، أو كانوا صالحين أو صديقين أو شهداء، وحسن أولئك رفيقًا، ثم ثَنَّى اللهُ تعالى في هذه الآية الكريمة، إذ قال:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ}، فالكافر وليُّه الطاغوتُ - وهو الشيطان.
* ومِن هنا عرفنا تمامًا بأنَّ الوليَّ يُستعمل في المعنيين معًا:"وليٌّ للَّه تعالى"، و"ولي للشيطان"، وهكذا الوَلايةُ التي زعمها ابنُ عربي، وهي ولايةُ الشيطان لمن تمسَّك بالشيطان خُلقًا وعقيدةً وكفرًا وشركًا وانحرافًا وإلحادًا وزندقةً -وغير ذلك من المعاني السيئة-، وأصرحُ من هذه الآية الكريمة ما قاله -جلا وعلا- في سورة "الجاثية" إذ قال: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (١٨) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: ١٨ - ١٩].