ساذجة، فقال: يدلُّ على سذاجتها قولُ عُزير .. " إلخ.
وقد قَصَد منها بأن عقولَ الأنبياء فارغةٌ وخاليةٌ من أيِّ فقه أو رُشدٍ أو عقلٍ أو إدراكٍ وغيرِ ذلك، وهذا هو الكفرُ الصريحُ، والإلحادُ الظاهرُ، والزندقةُ العلمانية اللادينية التي اتصف بها هذا الرجل.
وأما قوله واستدلالُه بأن الله لَم يَتَسَمَّ بنبيٍّ ولا رسول، وتسمَّى بالولي، فهذا يدلُّ على تفضيل الولي على النبي والرسول، وهو وليٌّ -حسب زعمه-.
° فأقول لهؤلاء الذين قد يتمسَّكون باستدلاله هذا على ما ذهب إليه من الباطل والفساد والتحريفِ والتبديل والتغيير لمعاني الكتاب الكريم -كما نُقل سابقًا من قول العَلامة المِزِّي وغيره من أئمة السنة والحديث والتفسير في هذا التحريف الخطير-:
لقد استَعمل ربنا -عز وجل- في كتابه الكريم "الولي" بمعنيين:
١ - الولي: هو الذي يتولى اللهَ سبحانه وتعالى بامتثالِ أوامرِهِ واجتنابِ نواهيه التي جاءت على لسانِ نبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم - كتابًا وسُنةً، وقد وَضَّح القرآنُ الكريم في عِدَةِ آياتِه وسُوره هذا المعنى، ومنها قوله تعالى في سورة "البقرة" إذا قال -جل وعلا-: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة: ٢٥٧]، فهذه الآية الكريمة جَمَعت المعنيين للوليِّ الذي زَعَمه ابنُ عربي بأن الله تسمَّى به -أي: بالولي وحده-، ومع أن هذْا الأمرَ واضحٌ جَلِيٌّ لا يَخفى على أحدٍ إلاَّ مَن