للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُعَدَّ ولا يُحَدَّ شامُّوها بالكيف والكم؛ فالزهرةُ تُجنَى وتُقطف، وللأحباب تُهْدَى وتُتْحَف، وأمَّا ادخارُ المال عند أحدِكم وحرمانُ غيرِكم من التمتُّعِ به والاستعمال، فهو أصلُ كلِّ وِزْرٍ، وأساسُ كلِّ وَبَال، ساوُوا فقيركم بغنيكم، ولا تَحجُبوا حلائِلَكم عن أحبابكم، إذ لا رَدْعَ الآن ولا حَدَّ ولا مَنْعَ ولا تكليفَ ولا صدَّ، فخذوا حظَّكم من هذه الحياة، فلا شيء بعد الممات" (١).

و"قرة العين" اسمها الحقيقي "أمُّ سَلمى"، وُلدت في "قَزْوين" سنة ١٢٣١ هـ (٢) أو ١٢٣٣ هـ أو ١٢٣٥ هـ .. وُلدت للمُلاَّ "محمد صالح القزويني" أحدُ علماءِ الشيعة، وأخٌ أصغرُ لعالِمٍ شيعيٍّ معروفٍ، وإمامِ الجمعة لمدينة "قزوين" المُلاَّ "محمدِ تقيٍّ القزويني"، وأخٌ أكبر لملاَّ "علي الشيخي" تلميذ "الرشتي".

فدَرَستِ العلومَ من والدها "محمد صالح" وعمِّها "محمد تقي"، ومالت إلى "الشيخية" بوساطة عمِّها الأصغر "الملاَّ علي"، تعلَّقت بتعاليمها، وتأثَّرت بها إلى الغاية، وبدأت تُكاتبُ السيد "كاظم الرشتي"، وتُدافع عن أفكارِه وعقائدِ "الشيخية" بحماسةٍ وقوَّة، واشتُهرت بذكائها المدهش وفصاحتِها وطلاقةِ لسانها، بجانب الجمالِ الفائقِ والحُسنِ البارع والشبابِ المتوقِّد، وكانت تُلقَّب بـ "الزرين تاج" "أي: التاج الذهبي" لجمال شَعْرِها الذهبيِّ اللون.


(١) "مفتاح باب الأبواب" (ص ١٨٠)، و"البابية" (ص ١٨٧ - ١٨٨) لإحسان إلهي ظهير.
(٢) "الكواكب الدرية في مآثر البهائية" (ص ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>