للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستعطِفوا على صَبٍّ تَملَّكه … حُبُّ العروبة نَبْتِ المجدِ والشِّيَمِ

عساه يُصغي إلى شكواه إن لها … بثَّ الفؤادِ ومعنى الشجوِ والشَّمَمِ

ويُلهِمُ العُرْبَ من إعجازِ حكمتِه … أن يَنهضوا لاقتحام الهولِ والعُظَمِ

ويستردُّوا مَقامًا طالَما سَجَدَتْ … له الجبابرُ من رُومٍ ومِن عَجَمِ

فما الحياةُ التي يَحْيَون وَيْحَهُمُ … إلاَّ حياةَ ضِعافِ الشاة والبَهَمِ

يا سيدَ العُرْبِ والأيامُ شاهدةٌ … إني أُوفِّي لعهدِ العُرْبِ كلِّهمِ

أنقذتَ قُدْمًا بني عدنان من عَمهٍ … في غمرة الجهلِ والطغيان والظُّلمِ

وقُدْتَهم صُعُدًا والدينُ قائدهم … والعَدلُ رَائدُهم في مَسلَكَ العِلمِ

فصافَحوا المجدَ والأيامُ في يَدِهم … طَوْعَ البَنانِ وأضحَوْا سادةَ الأُممِ

ودَوَّخوا الغَربَ حتى لان جامِحُه … وخَرَّ مسترحِمًا مِن وطء خَيلِهِم

والآن قد دال مَجدُ العُربْ والَهَفي … وأصبحوا كُبغاثِ لطيَرِ والغَنَمِ

يسُومُهم عبدُهم بالأمس وا كبدي … مُرَّ العذابِ ويُغليهم على ضَرَمَ

ويَستبيحُ حِماهم غيرَ مُحَتشِمٍ … كأنهم عنده مِن أحقرِ الخَدَمِ

° إلى أن يقول:

فاهبِطْ أبا القاسمِ الميمونِ مؤتزِرًا … بالعَزم وابْعَثْ مَوَاتَ العزمِ والهممِ

وانفُخْ بعَدنانَ مِن رُوحِ النبوةِ ما … يُثيرُهَا للعُلى في أرفعِ القِمَمِ

واسألْ لها نُصرةً من ربِّنا فعسى … نَصرٌ قريبٌ وفتحٌ غيرُ مُنثَلِمِ

سيندمُ الغَربُ عمَّا جاء مُعتسِفًا … ولاتَ ساعةَ عَضِّ الكَفِّ مِن نَدَمِ

° وقد وَقَّع الشاعرُ المذكورُ المسيحي تحتَ القصيدةِ المذكورة:

"فتى العرب" حِمْص .. الشام

<<  <  ج: ص:  >  >>