° ويقول "اسبوزيتو" أكثر من ذلك: "إن المسلمين يستسهلون الحديثَ عن التسامح وحقوقِ الإنسان في الإسلام، ولا يمارسونها في الواقع، والمسلمون يقولون: إن هناك فرقًا بين تعاليم الإسلام وما يفعلُه بعضُ المسلمين، وهذا نوعٌ من التضليل؛ لأن ما يفعلُه هؤلاء، البعضُ يستندون فيه إلى النصوصِ المقدَّسة، والمسلمون يقولون: إنهم يَعترفون بالأديانِ السابقة عليهم، وهذا غيرُ صحيح، بدليل أنهم يَعتبرون دينَهم قد نَسخ الأديانَ الأخرى، بينما يؤمنُ المسيحيون بأنهم أصحابُ الوحي الأخيرِ والكامل، وأن المسيحَ عندهم ابنُ الربِّ وليس نبيًّا، وأن لديهم تكليفًا عالميًّا بتحويل العالَم إلى المسيحية، وبعضُ المسلمين مِثلُ بعض المسيحيين، واليهود غير متسامحين قولاً وفعلاً، وبعضُ المسلمين والمسيحيين تَفرضُ عليهم مواقعُهم الدينيةُ نوعًا من الجمود المديني، وشعورًا بأنهم وحدَهم على الحق، والآخرون على الباطل، وهم يؤكِّدون على صحَّةِ ديانتهم، يُرحِّبون بالحِوارِ مع المؤمنين الآخَرين عندما يُدرِكون حقائقَ العالَم المعاصِرِ الذي يقوم على التعددية والاعتمادِ المتبادل، وبدون إعادةِ تفسيرِ الشريعةِ الإسلامية التي تَعتبرُ الأقلياتِ غيرَ المسلمةِ من أهل الذمة".
ويؤكَّد "اسبوزيتو" مِثلَ جميع الباحثين في الغرب أن أيةَ دولةٍ إسلاميةٍ تقومُ على أيديولوجية دينيةٍ لن تكونَ دولةً ديمقراطية، وفي أحسنِ الفروضِ ستكونُ الديمقراطيةُ فيها محدودةً.
كلُّ هذا و"جون اسبوزيتو" يُعتبر دارسًا موضوعيًّا ومُنصِفًا للإسلام!!.
إذا كان هذا رأيَ أكثرِ الباحثين الأمريكيين فهمًا للإسلام وإنصافًا له، فماذا ننتظرُ ممن لم يَدرِسوه ولم يفهموه؟ وهل فَكَّرت جهةٌ إسلاميةٌ في