إن ملايين -بل ومليارات- الإنسانية لا يَعرِفون الكثيرَ عن الماضي الأسودِ لكنيسةِ حّبْرِكمِ المُبجَّل، ولا عِلمَ لهم بالإجرامِ الذي تأسَّست على قواعدِه عقيدتُكم، ويَجهلون تمامًا بشاعةَ ماضيكم المليءِ بالخياناتِ والمؤامراتِ والقتل والحَرقِ والسَّحْل والسَّحقِ والهَتْكِ والفَتْكِ وكلِّ ما تَقشعرُّ له الأبدان.
° عفوًا نيافةَ الحَبرْ المُبجَّل، أرجوك ألاَّ تبتئسَ كثيرًا مما أقول، وإن كان حقِّي الشرعيُّ الذي تَنصُّ عليه عقيدتُك أنْ أقولَ فيك وأن أَصِفَكَ بالسُّوء الذي وَصَفْتَ به خاتَمَ الأنبياءِ والمرسلين وأكرَمَ خَلْقِ الله أجمعين، لكنني -عفوًا- مضطرٌّ لأن أكونَ عفيفًا في قولي لك بحسبِ وصيةِ الرسولِ الذي أسأتَ أنت إليه، ألاَّ أكون سبَّابًا، ولا فحَّاشًا.
° عفوًا نيافةَ الحَبْرِ المُبجَّل، إنني مضطرٌّ للتعامل معك وِفقَ منهجٍ عقليٍّ مُيَسَّر يتناسبُ مع السَّقطةِ البَشِعةِ التي أَوقعت نفسَك فيها، بسبب افتقادِك أولاً للكياسة التي يجبُ أن يتحلَّى بها أصحابُ المراكزِ الوظيفية المرموقة، وبسبب افتقارِك لأدبياتِ الخطابِ "الدبلوماسي" الذي يَجبُ أن تتدربَ عليه طويلاً، وإلاَّ فسوف يكونُ عمرُك قصيرًا للغاية على عَرشِ مملكتِك الفاتيكانية، ثم أخيرًا بسبب جَهلِك الفاضحِ بتاريخِ الأم، وكان جَهلُ حَبْرِكُمُ المُبجَّل مُرَكَّبًا؛ لأنَّ الأُمَّةَ التي أنت جَهِلْتَها أكبرُ من أن يَجهَلَ سِيرتَها واحدٌ من صغارِ كَهَنَتِكم.
° ولأنَّ المَقامَ ليس عن تاريخ أمةِ الإسلام، وهو أيضًا ليس عن تاريخ أُممِ وطوائفِ عَبَدَةِ الصليب، إنما عن مفهومِ السُّوء حسبما تُقرِّرُه عقيدَتَيِ