للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصير قاضيًا شرعيًّا، وفي هذا الوقت رَحَّبَتْ صحافة أوربا بالهجوم على الخلافة، وكان "مرجليوث" -المستشرق الإنجليزي- بالذات من أكبر أعداءِ الخلافةِ الإسلامية، وقد أخذ يقرِّرُ: "أن مبدأَ الحكومة الأتوقراطية -أي: الاستبدادية- قد ظَلَّ مسَلَّمًا به لا يجادِلُ أحدٌ فيه في الأقطار الإِسلامية حتى القرن التاسَعَ عَشَر! وذلك حين وَصَلت المَوجةُ التي صدرت عن الثورة الفرنسية عن طريق تركيا إلى المنطقة الحارة! " (١).

° "كذلك كان المستشرق الإنجليزي "أرنولد" الذي قَرَّر أن الحكومةَ الإسلاميةَ أتوقراطية ادُّعي لها أنها مبنيَّةٌ على الوحيِ الإلهيِّ، وقد جعِل واجبًا دينيًّا على الفردِ المسلم أن يطيعَ الحكومةَ الاستبداديةَ التي يقومُ على رأسِها الخليفة" (٢).

° وقد كان الأستاذان "مرجليوث، وأرنولد" من كبار أستاذة "أكسفورد" التي التَحَقَ بها الأستاذ علي عبد الرازق على مدى عامَيْنِ متتابِعَيْن! وموضوعُ حديثهما في الجامعة هو "السياسة الإسلامية"، فاستجاب الأستاذ لِمَا سمع! وهذا موضع العَجَب؛ لأنه أزهريٌّ، يفترضُ فيه أن يكون قد دَرَسَ أصولَ الحكم في الإسلام، وقرأ ما كَتَبه أساطين العلماء! ولكنَّ كتابَه الذي ألَّفه يَنطِقُ بأنه لم يلِمَّ بما قاله هؤلاء الأعلامُ، فكان فريسةً سهلةَ الوقوع!!.


(١) كتاب "النظريات السياسية الإسلامية" للدكتور الريِّس (ص ٢٩٢).
(٢) المصدر السابق (ص ٢٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>