وكَتب كتابًا عن رِحِلاتِه في سوريا الذي قدَمه إلى "تيدالد" عام ١٢٧٣ في قصَته عن حياةِ محمدٍ، رَكَّز على دَور"بحيرى" الراهبِ الذي كان يعيشُ في صَومعتِه الواقعةِ على الطريق الذي يؤدي إلى عَرَب مكةَ ناحيةَ "جبل سيناء"، وذاتَ يومٍ مر رجل من عند "بحيرى"، ومن خلاله عَلِمَ أن الكنيسةَ مصيبة عظيمة، أتى هذا اليومُ، وعرَفَ "بحيرى" بواسطةِ التجلي الروحي الذي تمَ إخبارُه به مُسبقًا، وكان الأمرُ يتعلَّقُ بالطفل اليتيم السَقيم الفقيرِ راعي النوقِ "الجِمال".
° يقول "جويوم الطرابلسي": "إن المسلمين يَحْكُون أن البابَ الصغيرَ للصومعة كان مفتوحًا، ودَخَل منه هذا الطفلُ، وفي لحظةِ دخولِه ارتَفَع ودَخَل حتى أخذ قَوساً ملكيًّا، وقد استَقبل بحيرى الطفلَ بكل تِرحاب، وأعطاه طعامًا ولباسًا، واعتَبَره كابن له بالتبني، وعَلَّمه احتقارَ عِبادةِ الأصنام، وأن يَتضرع بإخلاص، ويَعبُدَ بكل قلبِه الرب "يسوع"!!.
وبعد بُرهةٍ من الزمان غادَرَ الطفلُ الصومعةَ؛ لأنَّه كان في خِدمةِ تاجر غنيّ، ولكنه وَعَده بالرجوع.
لقد مارس الطفلُ التجارةَ بنجاح، وعاد عِدَّةَ مراتٍ إلى بحيرى الراهب، وفي أثناءِ ذلك مات سيدُه، فتزوج بأرملتِه، واستمر في زيارةِ هذا الراهبِ، فتضايَقَ عَشَرةٌ من أصحابه، وفكَّروا في قَتل "بحيرى"، ولكنهم خافوا من غَضَبِ محمدٍ، وذاتَ ليلةٍ مَلُّوا من طُولِ النقاش وأحاديثِ "بحيرى" مِع محمد، وقَتلوا "بحيرى" بسيفِ محمدٍ نفسِه، واعتَذروا له بأنهم قد شرِبوا كثيرًا، وهذا هو السببُ الذي قادهم إلى أن يَضَعوا السيفَ