ولد عام ١٨٦٢ في "بلجيكا"، واتَّخذ "لبنان" موطِنًا، ودَرَس في "الكلية اليسوعية" ببيروت، واشتَغل بالتدريس فيها من ١٨٨٦، وتَخصَّص في "تاريخ الشرق الأدنى وحضارة أهله"، وأتقن اللغةَ العربيةَ، وعُيِّن ١٩٠٧ أستاذًا في "مَعهدِ الدراساتِ الشرقيَّةِ" في الكليَّةِ اليسوعية ببيروت، وتُوفِّي في مايو ١٩٣٧، ووصف بالراهب المؤرِّخ، وأخذ عن "جولد زهير" و"نولدكه" و"كيناني" و"ولهوزن"، وله كتابٌ عن حياةِ محمدٍ، لم تُوافِقْ دوائرُ الفاتيكان على نَشره، خَشيةَ أن يؤدي ما فيه مِن طعن وتهجُّم إلى احتجاج الأُمم الإسلامية، وله كتابُ "فاطمة وبنات محمد"، وكتابه عن الثلاثة:" أبو بكر وعمر وأبو عبيدة"، و"مغزى الرَّبط بينهم هو ادعاؤه بأنهم تآمروا على الخلافةِ بعدَ وفاةِ النبي دون عليٍّ "!! ويقول "فييت": "إن كتابه عن فاطمة وبناتِ محمد يَسُودُه التعصبُ والاتجاهُ العَدائي".
وقد تَحيَّز "لامنس" للأمويين، ووقف جانبًا كبيرًا من جهودِه العِلميةِ لدرسِ تاريخِهم السياسي وخلافِهم مع العباسيين، ومَصدرُ إعجابِه ببني أمية أن دولتَهم كانت في تقديره -لا دينية-، ولأنهم أقاموا مُلكَهم في الشام، وتأثَّروا بالمدنيةِ القديمةِ التي أقامت في رُبوعه.
يتَّهمُ "الأب لامنس" في جميع مؤلَّفاته رُواةَ السِّيرةِ بأنهم مخترِعون، ولكنه لا يُحجِمُ عن الاعتمادِ على روايةٍ من رواياتهم إذا استطاع أن يَلمَحَ فيها مَطعنًا على الإسلام.
وهو إن تكلَّم عن "السيدة عائشة" لم يَجِدْ من مفرداتِ الفرنسية إلاَّ