إن كان كذلك، فلا يُسمَّى هذا اعتذارًا، لا لغةً ولا اصطلاحًا، بدليل أن المسلمين لم يَقبَلوا مِثلَ هذه الصيغةِ من دولةِ الدانمرك.
أم عليه أن يُقِرَّ بخطئه، ويُصرِّح بأن ما قاله، أو نَقَله في حقِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - غيرُ صحيح؟.
إنْ كان هذا هو المراد، فقد كلَّفناه ما لا يستطيعُ عوامُّ النصارى أن يقوموا به، فكيف برئيسِ كُهَّانِ العالم؟.
وكيف نُطالِبُه بهذا الاعتذار، ونحن نعلمُ أن دينَ النصارى لا يتمُ إلاَّ مع الإيمانِ بما هو أعظمُ مما قاله البابا، وهو أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - كاذبٌ، وحاشاه ذلك -فداه أبي وأمي-.
كما أن مطالَبته بالاعتذارِ تعني أننا على استعدادٍ أن نَعتذرَ إذا قلنا في دينِ النصارى بمِثل ما قاله البابا في الإسلام!.
ولْنَتصورْ أن يطالِبَ النصارى أئمةَ الحَرَمِ المكيِّ بالاعتذار إذا قرؤوا سورةَ الفاتحة في صلاتِهم التي تُنقَلُ عَبرَ وسائل الإعلام إلى جميع أنحاء العالم.
لِنتصورْ أن يطالِبَنا النصارى بحَذفِ الآياتِ المسيئةِ للديانةِ النصرانيةِ من القرآن الكريم الذي تُوزَّعُّ طبعاتُه وترجماتُه من المملكةِ العربيةِ السعودية إلى جميع أنحاء العالم، ومِن بينها بالطبع دولُ النصارى، أو على الأقل أن نحذفَ تلك الآياتِ من الطبعاتِ التي تُوزع في أوروبا .. هل نتصور ذلك؟!.