والخضوع والضعف والجُبن في ديار المسلمين وعقائدِهم، فقد زعم هذا "الفرقان" أن اللهَ سبحانه لم يأمرْ بالجهادِ في سبيله، وحَرِص على نَفي هذه الشعيرةَ، وبدا هذا الحرصُ في أكثرَ مِن مكان؛ لهدمِ هذه الفريضة، ويَصِفُها أنها مِن تحريضِ الشيطان:"وزعمتم بأننا قلنا: قاتِلوا في سبيل الله، وحرِّضوا المؤمنين على القتال، وما كان القتالُ سبيلَنا، وما كنَّا لنحرِّضَ المؤمنين على القتال، إنْ ذلك إلاَّ تحريضُ شيطانِ رجيمٍ لقومٍ مُجرِمين"(الموعظة: ٢)، وبَلَغ به حدُّ إنكارِ الجهادِ بأن سمَّى إحدى سوره بسورة (المحرضين: ٥٧)!.
أما فيما يُسمَّى:"سورة الطاغوت"، فإنه عند مهاجمته لشريعةِ الجهاد التي يتَّهمُها زُورًا بالعُدوانيةِ والظلم وتقتيل الأبرياء، يَنقلُ على نحوٍ محرَّف ما جاء في سورة "التوبة" {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١١)} [التوبة: ١١١]، إذ يقول:"وافترَوْا على لساننا الكَذبَ: بأنَّا اشتَرَينا من المؤمنين أنفسَهم بأن لهم الجنةَ يقاتِلون في سبيلنا وعدًا علينا حقًّا في الإنجيل، ألَا إن المُفتَرين كاذبون .. "(الطاغوت: ٨).
* وواضحٌ أن الأفَّاكين قد أسقَطوا عِدَّة كلماتٍ من الآيةِ القرآنية الكريمةِ عمْدًا، حتى لا يُضْطرُّوا إلى الإقرارِ بأن في التوراةِ أمرًا بالقتال دفاعًا عن النفس والعِرْض فقط كما في الإسلام، بل بالقتل بدافعِ الكراهية للأمم الأخرى وإبادتِها لمجردِ الإبادة، وهو ما يَعضُدُ قولَ مَن قال: إنَّ هذا "الضلال المبين" هو ثمرةُ التعاون الأثيم بين الصهيونية والصليبية، فلذلك