"شروين"، ويزعمون أن أباه كان من الزنج، وأمة بعضُ بناتِ ملوك الفرس، ويزعمون أن "شيروين" كان أفْضَلَ من محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ومن سائر الأنبياء، وقد بَنَوْا في جبلهم مساجدَ للمسلمين يؤذِّن فيها المسلمون، وهم يعلِّمون أْولادَهم القرآن، لكنهم لا يُصَلُّون في السرِّ، ولا يصومون في شهر رمضان، ولا يَرَوْنَ جهادَ الكفرة.
ظَهَر بابك الخُرَّمِي في جبل "اليدين" من أصل الران بناحية أذربيجان، وكثر بها أتباعُه، واستباحوا المحرمات، وقتلوا الكثيرَ من المسلمين، وجَهَّز إليه خلفاءُ بني العباس جيوشًا كثيرةً مع "أفشين" الحاجب، ومحمدِ بنِ يوْسفَ الثَّغْرِيِّ، وأبي دُلَفَ العِجْليِّ وأقرانِهم، وبَقِيت العساكرُ في وجهه مقدارَ عشرين سنةً.
ففي سنة ٢١٢ هـ جهز له المأمونُ جيشًا بقيادة "محمد الطُّوسي"، والتقي الجيشانِ في سنة ٢١٤ هـ، فَهَزم بابَكُ جيشَ الخليفة، وقُتل محمدُ بن حميد الطوسي.
وفي سنة ٢٢٠ هـ جَهَّز المعتصمُ جيشًا بقيادةِ "الأفشين"، فالتقي الجيشان، فهزم بابك جيشَ بابك، وقُتِل من الخُرَّمية -أتباع بابك- نحوُ الألف، ثم هَرَب بابكُ إلى "موقان".
ثم التقيا مرةً أخرى في سنة ٢٢٢ هـ فهزمهم الأفشينُ هزيمةً منكرة، ونجا بابكُ، فلم يزل الأفشينُ يتحيَّلُ له حتى أَسَره في جبال "أرمينيَّة"، ثم أخَذه إلى المعتصم.
وفي سنة ٢٢٣ أمو المعتصم بقطعِ أطرافه وصَلبه في مواضعَ شتى هو