"بالهالاكاه" -الشريعة-، وفي هذه الفتوى يقول الحاخام:"في حالة احتكاك قوَّاتنا بمدنيين خلال الحرب، أو خِلال مطاردة، أو غارة، إذا لم يتوافر دليلٌ بعدم إلحاقهم الأذى بقواتنا، هناك إمكانية لقتلهم، أو حتى ضرورة للقيام بذلك حسب "الهالاكاه" .. بل تحضُّ "الهالاكاه" على قتل حتى المدنيِّين الطيبين"(١).
تلك هي حقيقةُ الانحرافِ اليهودي نحو الحرب الدينية .. والتراثِ اليهوديّ الحالِم بإبادة الآخرين، والمشتهِي لإبادةِ كل الأغيار .. والصياغاتِ الفكرية .. والخيالات والأمنيات اليهودية في هذا الميدان.
فالربُّ -في هذا التراث- هو "رب الجنود""المحارب" و"الساخط على كل الأمم"- غير اليهود .. شعبِه المختار .. والمقدَّس .. دونَ كلِّ الشعوب وفوق جميع الشعوب -، وهو الذي يُبيدُ كلَّ الأم، ويدفعهم للذبح .. "فقتلاهم تطرح، ووجِيَفُهم تَصعدُ نتانتُها، وتَسيلُ الجبالُ بدمائهم، ويُغِّني كلُّ جُندِ السماوات للرب الذي امتلأ سيفُه دمًا"! .. وهو قد اختار اليهود "ليأكلوا كل الشعوب أكلاً .. دون أن تُشفِقَ عليهم الأعيُنُ أو أن يقطعوا لهذه الشعوب عهدًا"!.
وهو "تراث وتاريخ" نُنزِّه اللهَ سبحانه وتعالى، ونُنزه رسولَه موسى عليه السلام، وننزِّهُ شريعةَ موسى الحقَّةَ عن هذا الذي كتبوه، وصَدق الله العظيم:{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}[البقرة:٧٩].
(١) "الديانة اليهودية وموقفها من غير اليهود" (ص ١٣٤، ١٣٥) لإسرائيل شاحاك - ترجمة حسن خضر- طبعة القاهرة.