للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ولد الزنا كما يصرِّح به أحد أتباعه المخلص والمبالغ في حبه "المرزة جاني الكاشاني" الذي كان من أوائل البابيين الذين قتلوا في هذا السبيل.

° يقول ذلك البابي في كتابه "نقطة الكاف" -وهو أول كتاب على الإطلاق في تاريخ وحوادث هذه الديانة، وخاصة من شخص بابي ومخلص كهذا-، يقول: "إن والدة القدوس لما زُفَّت إلى والده كانت حُبلى من ثلاثة أشهر، وبعد ستة أشهر من الزواج وضعت حملها، وأنجبت حضرته -أي: محمد علي القدوس- لذلك كان الأعداء يعرضون به، وينسبون إلى أمه التهمة، ويطعنون في نسبه، ولكن الأحباء والمخلصين يؤولون هذا بالخير ويعدونه معجزة، حكاية عيسى" (١).

° وليس هذا وحسب، بل أقر بذلك البارفروشي أمام الذي ولد على فراشه، حيث قال له مرة: "فاعلم أني لست بولدك .. بل أنا عيسى، وظهرت بصورة ابنك، واعترفت بأبوتك مصلحة" (٢).

° ونقول للبابيين الذين يفتخرون بهذه المعجزة ويعدونها كرامة للبارفروشي: نعم هذه كرامة، ولكنها كرامة أمه لا كرامته هو.

وكان شابًّا وسيما متألقا وجميلاً، وطموحا في المعلي، وحريصا في المناصب، ولكن وصمة العار كانت في جبينه، والكل كانوا يعرفون حقيقته وأصله، ولم يكن في وسعه أن يغسل هذا العار ما دامت "بارفروش" وأهلُها أحياءً.


(١) "نقطة الكاف" (ص ١٩٩) .. والمقصود أنهم يرونه كعيسى عليه السلام!.
(٢) المصدر السابق (ص ١٩٩ و ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>